أصدرت حركة حماس، السبت، بيانًا ناريًا اتهمت فيه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب "جريمة حرب موصوفة"، عبر فرض حصار خانق وتجويع أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع.

وجاء في البيان، الذي نشرته الحركة عبر منصاتها الإعلامية، أن إسرائيل تمعن في تعميق المأساة الإنسانية التي خلقتها، من خلال العقاب الجماعي وحرمان سكان غزة من الغذاء والدواء ووسائل الحياة الأساسية، لليوم السابع على التوالي.

تداعيات الحصار تطال الأسرى الإسرائيليين في غزة

حذّرت حماس من أن تداعيات هذه الجريمة لا تقتصر فقط على سكان القطاع، بل تمتد أيضًا إلى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، مشيرةً إلى أن هؤلاء الأسرى يعيشون نفس ظروف الحرمان والتضييق التي يعاني منها سكان غزة نتيجة الحصار.

وأضاف البيان أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات سلبية قد تلحق بالأسرى الإسرائيليين، مؤكدًا أن أي تصعيد إضافي سيُواجه برد فعل مناسب من جانب المقاومة.
 

دعوات للتدخل الدولي ووقف الحصار

دعت حركة حماس الدول العربية والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ"جريمة التجويع الوحشية"، مطالبةً المجتمع الدولي بـ محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين على ممارساتهم ضد الإنسانية.

وأكدت الحركة أن استمرار صمت المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات يعطي الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية لمواصلة جرائمها بحق الفلسطينيين، داعيةً إلى فرض ضغوط دبلوماسية واقتصادية على تل أبيب من أجل إنهاء الحصار فورًا.

واشنطن ترفض خطة مصر لإعادة إعمار غزة.. وترامب يقترح التهجير الجماعي

في سياق متصل، كشفت تقارير دبلوماسية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض الخطة التي أعدتها مصر لإعادة إعمار غزة بعد انتهاء الحرب، وهي الخطة التي اعتمدها الزعماء العرب في وقت سابق من الشهر الجاري.

وصرّح ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، الخميس الماضي، بأن هناك "ميزات مقنعة" في الخطة المصرية، لكنها بحاجة إلى مزيد من المناقشات، مشيرًا إلى أنها تعد "خطوة أولى حسنة النية من الجانب المصري".

لكن وزارة الخارجية الأمريكية كان لها موقف أكثر حدة، حيث أعلنت أن الخطة المصرية لم تلبي توقعات الرئيس الأمريكي، الذي قدم اقتراحًا مثيرًا للجدل يقضي بنزوح جماعي للفلسطينيين من غزة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس خلال مؤتمر صحفي، إن "الخطة المقترحة لا تتناسب مع المتطلبات التي وضعها ترامب"، مضيفةً أن الرئيس الأمريكي كان يبحث عن حلول أكثر جذرية، تشمل تهجير سكان غزة بالكامل إلى مناطق أخرى.

غضب عربي ودولي من مقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإفراغ قطاع غزة من سكانه إدانة واسعة في الأوساط العربية والدولية، حيث اعتبره كثيرون استمرارًا لنهج التطهير العرقي الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وسعى القادة العرب إلى الترويج لخطة بديلة، تتضمن إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار غزة، بتمويل عربي ودولي، بدلًا من فرض تهجير قسري على سكان القطاع.

وتشير التقارير إلى أن الاتصالات لا تزال جارية بين العواصم العربية والغربية لمحاولة إقناع الإدارة الأمريكية بتبني مقاربة أكثر إنسانية لمعالجة الأزمة، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات على تغيير موقف البيت الأبيض.

ما القادم؟ خيارات غزة بين استمرار الحصار والمقاومة

مع تشديد الحصار الإسرائيلي ورفض واشنطن للمبادرات العربية، تواجه غزة مستقبلًا غامضًا ومفتوحًا على كل السيناريوهات.

بينما تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، تصر إسرائيل على مواصلة الضغط على القطاع، وسط تزايد الحديث عن عملية عسكرية جديدة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية لحكومة نتنياهو.

في المقابل، تؤكد حماس أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الحصار، وأنها مستعدة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بجميع الوسائل الممكنة، إذا استمرت إسرائيل في سياستها التصعيدية.