نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما لا تعرفه عن قوات سوريا الديمقراطية.. بعد اتفاقية الحكومة, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 08:45 مساءً
في خطوة تاريخية نحو توحيد سوريا، أعلنت الحكومة السورية الانتقالية في 10 مارس 2025 عن اتفاقية مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الجيش الوطني، مما يعيد المناطق الشمالية الشرقية الغنية بالنفط تحت سيطرة الدولة المركزية.
تفاصيل الاتفاقية
وقع الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، وقائد قسد، مظلوم عبدي، الاتفاقية التي تنص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن مؤسسات الدولة السورية. يشمل هذا الدمج المعابر الحدودية، المطارات، وحقول النفط والغاز، مما يعزز سيطرة الحكومة على هذه المناطق الحيوية لأول مرة منذ عام 2012.
كما تتضمن الاتفاقية وقفًا شاملاً لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وضمان حقوق الأكراد في التعليم بلغتهم الأم، ومنح الجنسية للمحرومين منها، وتوفير العودة الآمنة للمهجرين إلى مناطقهم الأصلية.
ردود الفعل المحلية والدولية
قوبلت هذه الخطوة بترحيب واسع من قبل السوريين، حيث شهدت مدينتا الرقة ودمشق احتفالات تعبيرًا عن الأمل في مستقبل أكثر استقرارًا. على الصعيد الدولي، اعتبرت العديد من الدول الاتفاقية خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، مع الإشارة إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف السابقة.
تحديات مستقبلية
رغم التفاؤل السائد، تواجه الحكومة تحديات في التعامل مع العنف الطائفي المستمر في بعض المناطق الغربية من البلاد، والذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا ونزوح السكان. كما يتعين عليها التفاوض مع المجتمعات المحلية، مثل الدروز، ومعالجة القضايا الأمنية مع دول الجوار، لضمان تنفيذ الاتفاقية بسلاسة.
ما هي قوات سوريا الديمقراطية "قسد"
قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي تحالف عسكري متنوع الأعراق في سوريا، تأسس في أكتوبر 2015 بهدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والجماعات المتطرفة الأخرى. يتألف هذا التحالف من وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، وحدات حماية المرأة (YPJ)، بالإضافة إلى فصائل عربية، سريانية، آشورية، أرمنية وغيرها.
أبرز العمليات العسكرية لقسد
من أبرز العمليات العسكرية التي نفذتها قسد كانت "حملة غضب الخابور" في فبراير 2016، والتي استهدفت تحرير مدينة الشدادي الاستراتيجية في محافظة الحسكة من سيطرة داعش. خلال هذه الحملة، تمكنت قسد من السيطرة على المدينة والعديد من القرى المحيطة بها، مما أدى إلى قطع طرق إمداد داعش بين سوريا والعراق.
الدعم الدولي والتحديات
حظيت قسد بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في معاركها ضد داعش، حيث قدم التحالف دعمًا جويًا ولوجستيًا. ومع ذلك، واجهت قسد تحديات عدة، أبرزها التوتر مع تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف كمنظمة إرهابية لديها.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
بالإضافة إلى دورها العسكري، أنشأت قسد جناحًا سياسيًا يعرف بـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، والتي تدير الشؤون المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك أجزاء من محافظات الحسكة، الرقة، دير الزور وحلب.
مع توقيع الاتفاقية الأخيرة مع الحكومة السورية الانتقالية، يُتوقع أن تسهم قسد بشكل أكبر في تعزيز استقرار ووحدة سوريا، مع الحفاظ على التنوع العرقي والثقافي في المناطق التي كانت تحت إدارتها.
تحول مسار الأزمة السورية
يمثل هذا الاتفاق نقطة تحول في مسار الأزمة السورية، حيث يعكس التزام الأطراف بتحقيق الوحدة الوطنية والتصدي للتحديات المشتركة. ومع استمرار الجهود لتحقيق الاستقرار، يبقى الأمل معقودًا على بناء مستقبل يضمن حقوق جميع السوريين ويعزز سيادة الدولة على كامل أراضيها.
0 تعليق