نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محلل أمريكي لتحيا مصر: التمويل الأوروبي والخليجي ضرورة حيوية لنجاح الخطة المصرية, اليوم الخميس 6 مارس 2025 10:13 صباحاً
القمة العربية الأخيرة لم تسفر عن إجماع عربي كامل حول الخطة المقترحة بشأن القضية الفلسطينية، في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبرى في مواقف القوى الدولية.
فبينما يرفض البعض المبادرة المصرية، وتستمر الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على الأرض، يبقى السؤال: هل تستطيع الدول العربية تجاوز الخلافات الداخلية وتحقيق أهدافها في إعادة إعمار غزة دون تهجير؟ الدكتور عاطف عبد الجواد، المحلل السياسي الأمريكي والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، يقدم رؤيته حول هذه القضايا المعقدة في تصريحاته الخاصة لتحيا مصر.
غياب الإجماع العربي: تحديات في تنفيذ الخطة
أوضح الدكتور عبد الجواد أنه لا يمكن تحقيق إجماع عربي حول الخطة التي أقرّتها القمة العربية، في ظل غياب عدد من الدول العربية عن المشاركة، مما يشير إلى عدم توحّد المواقف العربية بشكل كامل.
وأضاف عبد الجواد أن هذا الغياب قد يعيق إمكانية تعزيز الخطة عبر الدعم العربي، ما يعكس تعقيد الوضع السياسي في المنطقة.
مواجهة معارضة إسرائيل والولايات المتحدة: التمويل هو نقطة الخلاف
أشار عبد الجواد إلى أن الخطة المصرية تواجه تحديًا آخر يتمثل في معارضة كل من إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة في ظل الاعتماد على تمويل أوروبي وأمريكي وخليجي لتنفيذ هذه الخطة.
وأضاف أن هناك توجهاً من حركة حماس لرفض نزع سلاحها، ما يتيح لها استئناف الهجمات العسكرية ضد إسرائيل في المستقبل، وهو ما يزيد من تعقيد المسألة.
مقترحات ترامب: تهجير الفلسطينيين يواجه الرفض العربي
رغم هذه التحديات، أكد عبد الجواد أن الخطة المصرية تعتبر أفضل بكثير من مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كانت تدعو إلى تهجير أكثر من مليونين من سكان غزة إلى مصر والأردن.
ورغم ذلك، أبدى المحلل السياسي الأمريكي بعض الأمل في إمكانية تعديل موقف واشنطن، خاصة بعد غياب أي إشارة من ترامب في خطابه أمام الكونجرس إلى مقترحات التهجير، ما قد يفتح الباب أمام التفاوض.
التمويل الأوروبي والخليجي: شرط أساسي لدعم الخطة
وأوضح عبد الجواد أن الخطة العربية ستظل في خطر إذا لم تتحقق الأموال اللازمة من دول الخليج وأوروبا، وهي مسألة حيوية لنجاح الخطة، حيث أن هذه الأموال تعد مفتاحًا لتنفيذ الخطوات المتفق عليها.
وأشار المحلل الأمريكي إلى أن غياب التمويل قد يجعل مقترحات ترامب تظل تهدد بقاء الخطة العربية.
الرفض العربي للتهجير: الأمن القومي ومواقف الدول الكبرى
وأشار عبد الجواد إلى أن الرفض العربي للتهجير يعتبر مسألة هامة على أكثر من مستوى. من الناحية الاقتصادية، لا يستطيع كل من مصر والأردن تحمل تبعات تهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين، خاصة وأن الأردن يستضيف بالفعل ملايين اللاجئين، من الناحية السياسية، يرفض أهالي غزة أنفسهم فكرة التهجير رغم الدمار الذي لحق بهم.
حل الدولتين: الطريق الوحيد للسلام
أكد عبد الجواد أن أكبر الدول العربية المشاركة في القمة قد ربطت بين إعادة إعمار غزة وبين خطوات ملموسة نحو حل الدولتين، وهو الموقف الذي يتماشى مع تطلعات الفلسطينيين والعالم العربي.
وأضاف أن هذا الموقف سيكون له تأثير على الموقف الأمريكي، الذي يسعى لاستكمال التطبيع بين السعودية وإسرائيل، خاصة في ظل رفض مصر والسعودية للتطبيع دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
أوروبا: فرصة لموازنة القوى مع واشنطن
ختامًا، شدد عبد الجواد على أن موقف القمة العربية سيكون أقوى إذا تم تأمين الدعم الأوروبي للخطط المصرية، خاصة في ظل التوجه المتزايد لأوروبا نحو استقلالية عن السياسة الأمريكية، خصوصًا في ظل إدارة ترامب.
وأوضح أن أوروبا قد تجد نفسها أكثر تباعدًا عن واشنطن في هذا السياق، مما يعزز من موقف الخطة العربية.
بينما تبقى الخطة العربية في مرحلة التحدي، فإن تأمين الدعم الدولي والتمويل اللازم قد يكون حاسمًا في تحقيق الأهداف المرجوة.
فهل يمكن للعالم العربي أن يحقق وحدته في هذه القضية المصيرية، وأن يقنع المجتمع الدولي بموقفه الرافض للتطبيع والتهجير؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة.
0 تعليق