نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تطاوين: مدينة غمراسن في رمضان.. قبلة تجارية تصجّ بالحياة ومقصد الزوار من كلّ صوب للظفر بالحلويات الرمضانية الأصيلة, اليوم الأربعاء 5 مارس 2025 05:50 مساءً
نشر في باب نات يوم 05 - 03 - 2025
(وات/ تحرير مختار بن جديان) - تشهد مدينة غمراسن بولاية تطاوين في شهر رمضان المعظّم، وكدأبها منذ سنوات، توافد الزائرين بأعداد كبيرة من ولايات ومناطق الجنوب الشرقي من أجل اقتناء الحلويات الرمضانية المختلفة، لتعيش على وقع حركية تجارية نشيطة طيلة شهر الكريم وجوّ تملؤه البهجة بين المتساكنين والزوّار.
قُبيل مغرب الشمس بساعات، تتحول مدينة غمراسن إلى قبلة تجارية زاخرة بالحياة، حيث يقصدها الصائمون من شتّى الولايات والمناطق المجاورة لاقتناء الحلويات الرمضانية المتنوعة، في مشهد يجسّد التقاليد الراسخة لهذه المدينة العريقة، التي عُرفت منذ التاريخ بجودة صناعة الحلويات التقليدية.
ويعمل أغلب الحرفيين من المنطقة في العاصمة تونس على مدار السنة، ومع قدوم شهر الصيام، يشدّ العديد منهم رحاله إلى مسقط رؤوسهم في تطاوين، ليعيدوا وصل ما انقطع مع أرض الأجداد، حاملين معهم شغفهم بصناعة الحلويات التقليدية التي اشتهرت بها منطقتهم.
إنّ العودة إلى الديار في رمضان ليست مجرد التزام تجاري، بل هي طقس سنوي يوقظ في النفوس دفء العائلة وعبق الذكريات، يقول أحد هؤلاء الحرفيين: "لا شيء يضاهي قضاء رمضان بين الأهل، حيث الأجواء الأصيلة والروائح التي تملأ الأرجاء وتعيد إلينا حكايات الطفولة والماضي الجميل."
ومنذ الصباح، تضجّ الأسواق بالحركة، حيث تتراص المحلات المتخصّصة في صناعة الحلويات التقليدية، مثل "المخارق" و"الزلابية" و"المقروض"، التي تملأ الأجواء برائحتها الزكيّة، وتستهوي الأنظار بألوانها الذهبية الزاهية، ومع اقتراب موعد الإفطار يتضاعف الإقبال عليها، إذ يحرص الزوار على اقتناء ما يضفي على موائدهم لمسة ونكهة رمضان الأصيلة.
وتمتد هذه الديناميكية لتشمل الأجواء الاجتماعية الفريدة، إلى جانب النشاط التجاري، إذ تلتقي العائلات والأصدقاء في الأزقة والأسواق يتبادلون التهاني بحلول الشهر الكريم ويتقاسمون لحظات من الألفة والأنس.
وعشية كل يوم تتوافد جموع المتسوّقين من ولايات ومدن مجاورة، على غرار مدنين وجرجيس وبني خداش وغيرها إلى غمراسن، في تقليد يومي دأبوا عليه، حيث يعمدون إلى التبضّع، فتكتظّ السوق بالرجال والنساء والأطفال الذين يتجولون بين الباعة يقتنون الحلويات الرمضانية الشهيرة، وسط أجواء تفيض بالحيوية والنشاط، وتتعالى فيها أصوات الباعة بين الترويج لبضائعهم وتبادل الدعابات مع الزبائن، فيما تضج الأزقة بحركة لا تهدأ، في مشهد يجسد ارتباط أهالي الجنوب التونسي بعاداتهم الأصيلة.
تؤكد سالمة ناجح، وهي حرفية مختصّة في صناعة الحلويات التقليدية منذ سنين طويلة، أن شهر رمضان يمثل موسمًا استثنائيًا في السنة، حيث يتضاعف فيه الطلب وتتحول المدينة إلى قبلة تجارية يقصدها الزوار من تطاوين ومدنين وقابس وحتى من مناطق أخرى بعيدة نوعا ما.
تقول سالمة مبتسمة: "هذا الموسم أشبه بعرس المدينة، حيث نستقبل زبائننا الأوفياء الذين يعودون إلينا كل سنة، فالحلويات التي نصنعها وفق الطرق التقليدية المتوارثة لا تزال تحتفظ بمذاقها الأصيل الذي يعشقه الجميع".
ولا تقتصر الأجواء الرمضانية في غمراسن على الأسواق فحسب، بل تتجلى في كل ركن من أركان المدينة التي تنبعث منها روائح تميز شهر رمضان عن غيره من الشهور، ومع اقتراب لحظة الإفطار يعود الزوار إلى منازلهم محمّلين بأكياس ممتلئة بأشهى الحلويات والمأكولات، بينما تظل المدينة تضج بالحياة تنتظر يومًا جديدًا من الحركية والبهجة، في دورة متجددة تؤكد أن رمضان في مدينة غمراسن ليس مجرد شهر صيام، بل هو موعد سنوي مع التقاليد العريقة، واللمة العائلية، وفرحة تملأ الأرجاء.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق