التنمر .. آفة خطيرة تهدد المجتمع

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التنمر .. آفة خطيرة تهدد المجتمع, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 04:51 مساءً

أكد الخبراء أن السبب في انتشار هذه الظاهرة الخطيرة غياب الوازع الديني وتدني الأخلاقيات وانتشار الدراما العنيفة والهابطة ورغبة بعض الشباب في التقليد الأعمي دون تفكير.

شددوا علي ضرورة عودة الأسرة إلي دورها وغرس قيم التسامح والتعاطف واحترام الآخرين.. والتعريف بأن التنمر ظاهرة مجرمة شرعاً وقانونا.

أشاروا إلي أن التنمر نوعان لفظي وجسدي.. مؤكدين أن نواتج التنمر صعبة وخطيرة سواء علي المستوي القريب أو البعيد مثل القلق والخوف والاكتئاب والعزلة الاجتماعية والاضطرابات وفقدان الثقة بالنفس والتشاؤم ونقص التحصيل الدراسي.. بل والأخطر أنه قد يؤدي احيانا إلي الإنتحار

ظاهرة مرفوضة .. شرعا وقانونا

  العلماء :  

سلوك عدواني يقضي علي الأمن المجتمعي

علي المؤسسات التعليمية والدعوية والإعلامية تحمل دورها في بيان خطورة الجريمة

لابد من إرساء ثقافة الاعتذار وجبر الخواطر ومراعاة حقوق الآخرين

محمد عمر

مازالت ظاهرة التنمر تضرب أوصال المجتمع خاصة بين فئة الشباب والنشء في المدارس والجامعات وهي آفة تدمر المجتمع وتقضي علي الأخلاق القويمة وتقتل التسامح بين الناس وتزرع بدلا منه الحقد والغل.. لذلك حرم الإسلام التنمر بكافة أشكاله وتوعد الله سبحانه وتعالي المتنمر بأشد أنواع العذاب.
حول هذه الظاهرة وأثرها علي المجتمع.. يقول د.شوقي علام مفتي الجمهورية السابق إن التَّنَمُّر سلوك عدواني يهدف للإضرار بشخصي آخر عمداً» سواء كان العدوان جسديّاً أو نفسيّاً» وهو بهذا الوصف عمل مُحَرَّم شرعاً. ويَدُل علي خِسَّة صاحبه. وقلة مروءته» وذلك لأنَّ الشريعة الإسلامية حَرَّمت الإيذاء بكل صوره وأشكاله» قال تعالي: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً".. ويقول النبي- صلي الله عليه وآله وسلم-: "إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامى» كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا. فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. فِي شَهْرِكُمْ هَذَا".
أكد أن التَّنَمُّر يشتمل علي جملة مِن الإيذاءات النفسية أو الجسدية الحاصلة من المُتَنَمِّر. والتي يحصل بسببها ضررى علي الـمُتَنَمَّر عليه» وقد جاءت الشريعة الإسلامية لحماية الإنسان مِن كل ما يمكن أن يصيبه بالضرر» ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه في "السنن" عن ابن عباس رضي الله عنه أَنَّ رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- قال: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ"» فحَرَّمت الشريعة إيصال الضرر إليه بشتي الوسائل» والإيذاء والاعتداء الحاصل من المُتَنَمِّر تجاه الآخر هو من الإضرار بالغير الممنوع شرعاً.
كما أَنَّ التَّنَمُّر يشتمل علي السخرية واللمز والاحتقار» وهي أفعال مذمومة» وجاء الشرع الشريف بالنهي عنها صراحة في القرآن الكريم» قال تعالي: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمى مِنْ قَوْمي عَسَي أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءى مِنْ نِسَاءي عَسَي أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".. فهذا نهيى عن السخرية. وهي في معني الاستهزاء والاحتقار.
أضاف أنَّ السخرية من الآخرين التي تُلْحِق بهم الأذي-ولو معنويّاً-» هي فِعْلة مُجَرَّمةى قانوناً.. فالسخرية والاستهزاء بجميع صورها أَمرى مذمومى شرعاً. ومَجَرَّمى قانوناً» وذلك لما يشتمل عليه من الإيذاء والضرر المُحَرَّمين. إضافةً لخطورته علي الأمن المجتمعي من حيث كونه جريمة.. كما أنَّ التَّنَمُّر قد يشتمل علي السب وبذاءة اللسان. وهو مَحرَّمى شرعاً. ومُوجِبى لفسق صاحبه» ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- "سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقى. وَقِتَالُهُ كُفْرى".
يطالب د.علام جميع فئات المجتمع بالعمل علي التصدي لحل هذه الظاهرة. ومواجهتها. وتحَمُّل المؤسسات التعليمية والدعوية والإعلامية دورها من خلال بيان خطورة هذا الفعل والتوعية بشأنه» بإرساء ثقافة الاعتذار في المجتمع. ومراعاة حقوق الآخرين.

شواذ فكريا

د.أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يشير إلي أن التنمر يصدر من أشخاص ليس لديهم تربية. ومن هم شواذ فكرياً. ولكن الشخص السوي. يساعد ويسعي للمساندة للحالات التي تعاني من أمراض.. من هنا فإن التنمر حرام شرعاً لقول الله- عز وجل- في سورة الحجرات: "وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ".
ويؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية أن من جبر خاطر إنسان جبر الله خاطره لأن "الكلمة الطيبة صدقة" وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا فحينما يتعامل الإنسان باللطف والرحمة مع إنسان قُّدر عليه أن يكون فيه شيئا من نقصي فإن الله سبحانه وتعالي يجازيه جزاء المحسنين لافتاً إلي قول الله تعالي "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين".
يطالب د. كريمة الجمعيات والمؤسسات التي تقوم بعمل إعلانات وبها حالات إنسانية صعبة بغرض تجميع الأموال.. وكذلك الدولة بمنع تصوير المواطنين الذين يعانون من مشكلات صحية. والظهور في الإعلانات. وذلك للحفاظ علي مشاعرهم. وخصوصيتهم.

حرام شرعا

أكد الدكتور مجدي عاشور. أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية السابق أن التنمر بكل أشكاله وصوره حرام وحرمته وعقوبته متفاوتة بحسب الضرر الواقع. موضحا أن التنمر له صور كثيرة. وجزاؤه بحسب الضرر الواقع.. وقد نهي النبي- صلي الله عليه وسلم- عن إيذاء الناس حيث قال "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده". ومن يتنمر بذوي الاحتياجات الخاصة ويقول عيب خلقي نقول له سل نفسك من أوجده هكذا؟.. إنه الله.. فهل يجوز أن نقول هكذا ونقول إن لديه عيبا خلقيا. فهذا عكس الشريعة تماما التي تقول إنه يجب أن تكون مع الضعيف أكثر من القوي ومع أصحاب الحاجات والمنكسر والضعيف.

سلوك لعين قد يؤدي بالضحية إلي الانتحار

  علماء النفس والاجتماع :  

لابد من تكاتف كافة الجهات المعنية لمواجهة الظاهرة

علي الأسرة تعزيز ثقة الطفل بنفسه .. وتدريبه علي مواجهة المواقف الصعبة

ضرورة نشر ثقافة الإحترام وتشجيع العمل الجماعي بين الطلاب .. ووضع سياسات واضحة لمعاقبة المتنمرين

كلما ازدادت حدة التنمر .. كانت النتائج خطيرة

أميرة السلاموني

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التنمر بكافة أنواعه وأشكاله في ظل غياب الوازع الديني وتدني الأخلاقيات وانتشار الدراما العنيفة والهابطة التي تحرض علي السب والإيذاء والبلطجة والسخرية من الآخرين وغيرها من السلوكيات السلبية المنافية للقيم والأخلاقيات القويمة.. "الجمهورية أون لاين" تواصلت مع علماء النفس والاجتماع الذين أكدوا خطورة هذه الظاهرة وعواقبها وتأثيراتها النفسية في تنشئة أفراد معقدين نفسيا وغير أسوياء حتي إن الأمر قد يصل بالضحية أحيانا الي الانتحار. كما قدم الخبراء رؤيتهم في كيفية مواجهة التنمر والحد منه.
أوضح دكتور احمد عبدالمنعم خبير علم النفس والصحة النفسية أن التنمر من الناحية النفسية هو سلوك عدواني متكرر يهدف إلي إلحاق الأذي النفسي أو الجسدي بشخص آخر. ويكون عادة نتيجة اختلال في موازين القوة بين المتنمر والضحية. ويتسبب التنمر في مشاعر الخوف. والقلق. والعجز. وانخفاض تقدير الذات. مما قد يؤدي إلي آثار نفسية طويلة الأمد. مثل الاكتئاب. العزلة الاجتماعية. واضطرابات القلق.. مشيرا إلي أن هناك عدة أشكال للتنمر منها التنمر الجسدي  بما في ذلك الاعتداءات الجسدية مثل الضرب أو تدمير ممتلكات الضحية. والتنمر اللفظي  الذي يتمثل في الإهانات. الشتائم. التعليقات الجارحة. أو السخرية من مظهر الضحية أو شخصيتها مما يؤدي إلي انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالخجل أو الإحباط المستمر.
أضاف أن التنمر الاجتماعي  يعد أيضا من أهم أشكال التنمر ويتمثل في إيذاء سمعة الشخص أو استبعاده من المجتمع. كما يشمل نشر الشائعات. التجاهل المتعمد. أو منع الضحية من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. مما يؤدي إلي الشعور بالعزلة. القلق الاجتماعي. والاكتئاب التنمر الإلكتروني ويشمل التحرش. أو نشر صور أو معلومات محرجة. والتهديد. مما يزيد من شعور العجز والقلق. والتنمر العاطفي . ويتمثل في التلاعب بمشاعر الضحية. والتنمر العنصري ويتمثل في إهانة شخص بسبب لون بشرته. أو أصله العرقي. أو دينه. أو لغته. ومن أشكال التنمر أيضا التنمر في بيئة العمل  حينما يقوم بعض زملاء العمل أو المديرون بإهانة أو مضايقة شخص معين بشكل متكرر. أو الاستهزاء بعمله أو تهميشه. أو تحقيره. مما يؤدي إلي الضغط النفسي. والقلق المزمن والتوتر.
أوضح أن الأضرار النفسية الناتجة عن التنمر خطيرة حيث يؤثر التنمر علي الصحة النفسية للضحية بشكل كبير. وقد تكون هذه التأثيرات قصيرة أو طويلة الأمد. وكلما زادت حدة التنمر واستمر لفترة أطول. ازدادت احتمالية حدوث الاضطرابات النفسية خطيرة. مما يؤثر علي الأداء الدراسي أو المهني للضحية. ويتطور لديه شعور دائم بالنقص. ويبدأ في الشك في قدراته حتي في الأمور البسيطة. كما قد تعاني الضحية من الاكتئاب الحاد نتيجة الإحباط المستمر. وقد يصل الأمر إلي العزلة التامة وفقدان الرغبة في الحياة. وتصاب بالعزلة والانطواء الاجتماعي واضطرابات النوم والكوابيس والأرق أو النوم المتقطع وقد تظهر كوابيس متكررة مرتبطة بالتجارب المؤلمة. مما يؤثر علي الصحة العقلية والجسدية للضحية. وقد يتحول بعض الضحايا إلي متنمرين بدورهم. كرد فعل نفسي علي الألم الذي تعرضوا له. وقد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة  والذي يتمثل في صدمة نفسية تستمر معهم لسنوات. مما يؤدي إلي نوبات هلع أو خوف مستمر من التعرض للأذي مرة أخري. وقد يتعرضون لنوبات بكاء أو ذعر عند تذكر المواقف الصعبة. وقد يصل الأمر إلي  التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار عندما لا تتلقي الضحية دعماً نفسياً كافياً.
أكد ضرورة مواجهة ظاهرة التنمر والتعامل معه بفعالية من قبل الفرد والمجتمع. مشيرا إلي أهمية دور كل أسرة في حماية أبنائها من التنمر من خلال تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتدريبه علي مواجهة المواقف الصعبة. بالإضافة إلي مراقبة سلوك الطفل مثل الانطواء أو فقدان الشهية أو الانزعاج المستمر. والتحدث معه بانتظام لمعرفة ما يمر به في المدرسة أو عبر الإنترنت. والتدخل الفوري عند الحاجة فإذا تعرض الطفل للتنمر. يجب إبلاغ المدرسة أو الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات فورية. وكذلك لابد من عدم تجاهل شكوي الطفل أو تحقير من مشاعره. مضيفا ضرورة أن تتكاتف المدرسة ووسائل الإعلام والمجتمع ككل وكافة الجهات المعنية للحد من التنمر. من خلال  تطبيق قوانين صارمة ضد التنمر ووضع سياسات واضحة لمعاقبة المتنمرين وحماية الضحايا. وتوفير خطوط اتصال مباشرة للطلاب للإبلاغ عن حالات التنمر دون خوف. بالإضافة إلي تنظيم حملات للتوعية بمخاطر التنمر وتعزيز ثقافة الاحترام والتسامح. وتشجيع الطلاب علي دعم بعضهم البعض. وتعيين مستشارين نفسيين داخل المدارس لمساعدة الطلاب الذين يعانون من آثار التنمر.
من جانبه دكتور تامر شوقي "أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بجامعة عين شمس" أن التنمر يعد من أخطر الظواهر النفسية والسلوكية التي لها تأثيرات سلبية خطيرة علي الآخرين. مثل فقدان الثقة  بالنفس. وتقدير الذات السلبي. والتشاؤم. ونقص التحصيل الدراسي. والاكتئاب. واحيانا فقدان  الحياة والانتحار. وتزداد شدة تلك التأثيرات السلبية كلما كان الشخص المتنمر عليه أصغر سنا وكذلك كلما كان الفرد أقل ثقة في ذاته..
أضاف أن أهم الأسباب المؤدية إلي التنمر تتمثل في وجود ميول عدوانية لدي الطفل المتنمر. أو رؤية الطفل المتنمر لوقائع تنمر لم يتم فيها توقيع عقوبات علي الشخص المتنمر مما يدفعه إلي تقليده . بالإضافة إلي غياب التربية الدينية والأخلاقية للطالب أو الطفل المتنمر. وغياب ممارسة الأنشطة والهوايات التي تستنفد طاقات الطفل المتنمر. وكذلك رؤية الطفل المتنمر لنماذج مثل الوالدين أو المعلمين تمارس التنمر علي الأخرين "سواء لفظيا او فعليا" مما يدفع الطفل إلي التقليد. بالإضافة إلي انتشار الدراما التلفزيونية السلبية وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي تتضمن مشاهد تنمر.
أكد إمكانية مواجهة ظاهرة التنمر من خلال قيام الأسرة بدورها في غرس قيم التسامح والتعاطف واحترام الأخر. بالإضافة إلي ان يمثل المربون "سواء الوالدان أو المعلمون" قدوة حسنة في احترام الآخرين وعدم التنمر. ولابد أيضا من أن تتضمن المناهج الدراسية دروسا حول مخاطر التمر وأثاره السلبية. وكذلك لابد من تطبيق لوائح الانضباط المدرسي بمنتهي الحزم علي الطلاب المتنمرين. وتشجيع ثقافة العمل الجماعي والتعاون بين الطلاب داخل الأنشطة المدرسية وخارجها. وإقامة ندوات داخل المدارس للتوعية بخطورة ظاهرة التنمر وأنها تتنافي مع تعاليم الدين. ويمكن أيضا تكريم الطلاب الملتزمين أخلاقيا.
من زاوية ثالثة أوضحت دكتورة هند فؤاد السيد "أستاذ مساعد علم اجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية" أن التنمر هو "أحد أشكال العنف الذي يمارسه الطفل أو مجموعة ممن الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة". ويتسبب في فقدان  الثقة بالنفس وفقدان التركيز وتراجع المستوي الدراسي والخجل الاجتماعي والخوف من المواجهة بالإضافة إلي احتمالية حدوث مشاكل في الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف أو الإقدام علي الانتحار. كما أن هناك العديد من الفئات والأشخاص مستهدفين للتنمر مثل "الأطفال. المختلفين في المظهر والخلفية الثقافية والدينية أو المصابون بمشاكل صحية أو إعاقات". والمتفوقين والموهوبين بشكل استثنائي. المنطويين والخجولين اجتماعيا. والمسالمين. والوافدين الجدد
-أضافت أن هناك عددا من العلامات التي توضح تعرض الطفل للتنمر. ويتمثل أهمها في وجود آثار جسدية للإيذاء وعدم رغبة الطفل في الذهاب إلي المدرسة وفقدان الأشياء بشكل متكرر وحدوث تغير واضح في السلوك وظهور السلوك العدواني علي الطفل والعزلة والتراجع في مستوي الدراسة بشكل مفاجئ وصعوبة التركيز.
أشارت الي أن هناك عدداً من الأساليب التي يمكن من خلالها مواجهة التنمر. فعلي المستوي الأسري ينبغي أن يستمع الأب أو الأم للطفل ويتعاطفوا معه دون أن يعنفوه. ولابد من محاولة جمع معلومات عن المتنمرين. وتوعية الطفل بالطرق التي يمكنه من خلالها حماية نفسه وتجنب التنمر عليه. بالإضافة إلي تعزيز ثقته بنفسه وثقته في والديه بأنهم بجواره دائما". أما ولابد أيضا من إبلاغ المدرسة بما يحدث. والتواصل مع المسئولين ومتابعة الأمر. والتدخل واتخاذ موقف إذا تكرر الأمر. كما لابد من توعية الطفل بسبل الدفاع عن نفسه.

خطر يهدد مستقبل الأجيال

يخلق بيئة غير صحية تعوق التنمية المجتمعية

  المعلمون :  

علي الآباء الإستماع لأبنائهم.. وتشجيعهم علي التعبير عن مشاعرهم

علي المعلمين تقديم الدعم للطلاب وتعزيز روحهم المعنوية .. لمواصلة التفوق

ضرورة التوجيه النفسي للمتنمرين ومعالجة وقوعهم في هذا المستنقع

تقليد السلوكيات العدوانية كارثة .. المريض والضحية يحتاجان للتوعية والعلاج

كتب - محمد منصور :
أصبحت ظاهرة التنمر من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع. حيث لم يعد الأمر يقتصر علي المدارس فقط. بل امتد إلي مختلف البيئات الاجتماعية. متسللاً إلي منصات التواصل الاجتماعي وحتي أماكن العمل.. هذه السلوكيات العدوانية لا تؤثر فقط علي الضحية. بل تخلق بيئة غير صحية تعوق التنمية المجتمعية.
"الجمهورية أون لاين" تناقش مع المعلمين  باعتبارهم خط الدفاع الأول ضد التنمر في المدارس أسباب تفشي هذه الظاهرة. وتأثيرها علي الطلاب نفسياً وأكاديمياً. بالإضافة إلي دور المؤسسات التعليمية في مواجهتها .وكيفية  الحد من هذه السلوكيات السلبية والحلول التربوية التي يمكن تبنيها لضمان بيئة تعليمية آمنة.
أكد أحمد عبدالحليم خاطر- كبير معلمي اللغة العربية- أن التنمر يعد سلوكاً عدوانياً متكرراً. يمارسه فرد أو مجموعة بهدف إلحاق الأذي والضيق بشخص معين. موضحاً أن التنمر غالباً ما يكون نتيجة للسخرية والاستهزاء. مما يجرده من صفاته الإنسانية. ليصبح أشبه بالنمر الذي يهاجم فريسته بشراسة.
أشار "عبدالحليم" إلي أن المتنمر يتمتع بصفات عدوانية. ويميل إلي استخدام العنف اللفظي أو الجسدي للسيطرة علي الآخرين. كما أنه شخص مستغل يسعي لتحقيق أهدافه علي حساب الآخرين. ويعاني من نقص في التعاطف.. فضلاً عن عدم احترامه لحقوق الآخرين.
وتطرق إلي الأسباب التي تدفع بعض الأفراد إلي ممارسة التنمر. حيث قد يكون الدافع ثقة مفرطة بالنفس. أو الحسد والغيرة من نجاح الآخرين. إلي جانب عدم القدرة علي تقبل النقد والخوف من فقدان السيطرة. كما أن التنمر قد يكون ناتجاً عن بيئة تربوية عنيفة. أو ضغوط نفسية واجتماعية. أو قد يكون المتنمر  متأثراً بوسائل الإعلام التي تروج للعنف.
أكد "عبدالحليم" أن للتنمر آثاراً نفسية واجتماعية خطيرة. حيث يؤدي إلي انخفاض الثقة بالنفس. والشعور بالعزلة والاكتئاب. وتدهور العلاقات الاجتماعية. مما يؤثر سلباً علي الإنتاجية سواء في الدراسة أو العمل. كما قد يسبب مشكلات صحية مثل الأرق والقلق والتوتر المستمر.
وعن سبل مواجهة هذه الظاهرة.. شدد علي أهمية التواصل الفعّال مع الشخص المتنمر. ووضع حدود واضحة للسلوك المقبول. بالإضافة إلي تقديم الدعم النفسي للضحايا. وتوفير بيئات آمنة للتعبير عن مشاعرهم. كما دعا إلي ضرورة التقييم والتوجيه النفسي للمتنمرين. والعمل علي معالجة الأسباب الجذرية التي تدفعهم لهذا السلوك.
وفيما يتعلق بدور الأسرة.. أوضح عبدالحليم أنه يجب علي الآباء الاستماع لأبنائهم بانتباه. وتشجيعهم علي التعبير عن مشاعرهم. مما يساعدهم علي مواجهة التنمر وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
أكد أيمن نيازي. رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بالمدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية بالقاهرة. أن التنمر أصبح ظاهرة منتشرة بشكل كبير بين طلاب المدارس. مشيراً إلي أن هناك جانبين لهذه الظاهرة .. المتنمر والمتنمر عليه. وكلاهما بحاجة إلي توجيه وعلاج.
وأوضح" نيازي" أن المتنمر غالباً ما يكون متأثراً بعوامل نفسية أو بيئية. مثل المشكلات الأسرية أو التأثير السلبي لوسائل الإعلام. حيث قد يحاول تقليد السلوكيات العدوانية التي يراها. وللتعامل مع هذا السلوك. يتم توجيه الطلاب المتنمرين نحو أنشطة اجتماعية تعزز لديهم قيم التعاون واحترام الآخرين. وهو ما تطبقه المدارس من خلال برامج تربوية تُكلف الطلاب بأدوار تعزز لديهم هذه القيم.
أما بالنسبة للطالب المتنمر عليه.. شدد "نيازي" علي خطورة التأثيرات النفسية والاجتماعية التي قد يتعرض لها. حيث يمكن أن يفقد ثقته بنفسه. ويتراجع مستواه الدراسي. وربما يصل الأمر إلي العزلة أو اللجوء لسلوكيات غير سليمة مثل التدخين أو التغيب عن المدرسة. لذلك. فإن دور المعلمين يتمثل في تقديم الدعم النفسي لهؤلاء الطلاب. وتحفيزهم من خلال إشراكهم في الأنشطة والمسابقات المدرسية. وتعزيز روحهم المعنوية عبر تشجيع زملائهم علي دعمهم والاحتفاء بإنجازاتهم.
وأضاف أن المدارس التي تطبق إستراتيجيات واضحة لمكافحة التنمر. تستطيع الحد من انتشاره بشكل كبير. وذلك من خلال التوعية المستمرة. والتدخل المبكر لحماية الطلاب. وخلق بيئة تعليمية آمنة تحفز الجميع علي التعاون والاحترام.
أكد محمود فتحي. معلم خبير لغة عربية أن التنمر يُعدّ من أخطر الظواهر المنتشرة بين طلاب المدارس. حيث يتخذ أشكالاً متعددة. منها التنمر اللفظي والتنمر الإلكتروني. مما يسبب أضراراً نفسية جسيمة للطلاب المتعرضين له. قد تؤثر سلباً علي صحتهم النفسية وتحصيلهم الدراسي.
أشار "فتحي" إلي أن وزارة التربية والتعليم تبذل جهوداً مستمرة لمواجهة هذه الظاهرة. من خلال توفير أخصائيين نفسيين واجتماعيين في المدارس. مهمتهم تحليل المشكلات التي يواجهها الطلاب. ومساعدتهم علي تجاوز الأزمات النفسية الناجمة عن التنمر. كما يتم تنظيم ندوات توعوية لمناقشة هذه المشكلة. إلي جانب تخصيص فقرات في الإذاعة المدرسية لتوعية الطلاب بخطورة التنمر وأثره السلبي علي الأفراد والمجتمع.
وأوضح "فتحي" أن التنمر ليس مجرد سلوك سلبي فردي. بل هو ظاهرة تهدد استقرار المجتمع المدرسي. وقد تؤدي إلي تراجع قيم الاحترام والتعاون بين الطلاب. مما يُعيق تقدم المجتمع ككل. لذا فإن التصدي لهذه الظاهرة مسئولية مشتركة تتطلب تضافر جهود المعلمين وأولياء الأمور والإدارة المدرسية. لضمان بيئة تعليمية آمنة تعزز القيم الإيجابية بين الطلاب.

   عقوبة التنمر  

تكون عقوبة جريمة التنمر الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه. ولا تزيد علي 100 ألف جنيه أو باحدي هاتين العقوبتين. وذلك إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر أو كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان مسلما إليه بمقتضي القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادما لدي الجاني أما إذا اجتمع الطرفان يضاعف الحد الأدني للعقوبة ونصت المادة ذاتها. علي أنه في حالة العود "أي تكرار نفس الفعلة" تضاعف العقوبة في حديها الأدني والأقصي.

  نواتج التنمر  

 خوف

 قلق

 اكتئاب

 فقدان الثقة بالنفس

عزلة اجتماعية

اضطرابات

تشاؤم

نقص التحصيل الدراسي

الانتحار

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق