فاز المصرفي مارك كارني في الانتخابات الكندية ليخلف جاستن ترودو في منصب رئيس الوزراء، وذلك بعد حصوله على 85.9% من أصوات الناخبين وتغلب على المنافسة له وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند. ومن المقرر أن يؤدي كارني اليمين الدستورية كرئيس للوزراء خلال أيام.

من هو مارك كارني..؟

وتعهد بالفوز في الحزب التجارية علب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد إعلان واشنطن فرض رسوم جمركية تبلغ 25% على كندا الشهر الماضي، وقال إن ترامب "يهاجم الأسر والعمال والشركات الكندية، ولا يمكننا أن نسمح له بالنجاح ولن نفعل ذلك"، مضيفا "في التجارة كما في الهوكي، ستفوز كندا" .

وولد كارني فورت سميث، الأقاليم الشمالية الغربية، ونشأ في إدمونتون، ألبرتا. وكان والداه مدرسين، ولعب هوكي الجليد كحارس مرمى أثناء نشأته، ثم توجه إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة هارفارد، قبل أن يحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد.

كانت مسيرته المهنية حافلة بالتنقل حول العالم. فقد أمضى 13 عاماً يعمل لدى جولدمان ساكس، متنقلاً بين مكاتب الشركة في لندن وطوكيو ونيويورك وتورنتو، 

محافظ البنك المركزي الكندي

بحلول عام 2008، كان يشغل منصب محافظ البنك المركزي الكندي، حيث تولى المنصب في الوقت الذي انزلق فيه العالم إلى الركود. وخلال حملته لقيادة الحزب الليبرالي، أشار كارني إلى هذه الفترة باعتبارها دليلاً على خبرته في التعامل مع الأزمات. 

كانت السنوات التالية مليئة بالأزمات، حيث صوت الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي خطاباته قبل استفتاء عام 2016، وحذر كارني من التأثير الاقتصادي الذي قد يخلفه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على البلاد. وترك بنك إنجلترا في عام 2020 بعد ما يقرب من سبع سنوات في منصبه.

وبعد أن أصبح مبعوثًا خاصًا للأمم المتحدة للعمل المناخي والتمويل في عام 2019، دعا القطاع المالي إلى الاستثمار في الانبعاثات الصفرية الصافية.

وقال في مقابلة على موقع الأمم المتحدة على الإنترنت: "عندما أصبحت محافظًا لبنك إنجلترا، الذي يشرف على صناعة التأمين، رأيت أن عدد الأحداث المناخية المتطرفة تضاعف ثلاث مرات وأن تكلفة هذه الأحداث ارتفعت خمس مرات في ربع قرن. لقد ركزت هذه الأشياء حقًا على المناخ".

ومنذ ذلك الحين، جعل الطاقة النظيفة وسياسات المناخ والازدهار الاقتصادي لكندا من بين الجوانب المركزية لحملته، مؤكداً أن انخفاض الكربون سوف يساعد كندا على أن تكون أكثر قدرة على المنافسة.

وقد اقترح تحويل العبء المالي لضريبة الكربون من المستهلكين إلى الشركات الكبرى، وقال إنه تحت قيادته، سيتم استبدال الضريبة التي يدفعها المستهلكون الكنديون والشركات الصغيرة على الوقود بحوافز لتقليل انبعاثات الكربون.

ويعتقد بعض الخبراء أن خلفية كارني قد تجعله مناسبا بشكل فريد لهذا المنصب في الوقت الذي تواجه فيه كندا علاقات متوترة مع الولايات المتحدة وحرب تجارية متصاعدة.