للحصول على الفيزا الأوروبية: مسرحية " Vis_À_Visa"تكشف معاناة الشباب التونسي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
للحصول على الفيزا الأوروبية: مسرحية " Vis_À_Visa"تكشف معاناة الشباب التونسي, اليوم الاثنين 10 مارس 2025 12:50 مساءً

للحصول على الفيزا الأوروبية: مسرحية " Vis_À_Visa"تكشف معاناة الشباب التونسي

نشر في الشروق يوم 10 - 03 - 2025

2346777
عُرضت ليلة أمس في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بتونس المسرحية التونسية الهولندية المشتركة "Vis_À_Vis(a)"، وهي أول عمل فني مشترك بين البلدين يتناول قضية الحصول على تأشيرة الدخول إلى أوروبا. المسرحية، التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، سلطت الضوء على المعاناة اليومية للشباب التونسي في مواجهة تعقيدات إجراءات الفيزا، وكشفت عن الآثار النفسية العميقة التي تتركها هذه الإجراءات على حياة الأفراد.
قصة صابر: رمز لمعاناة الشباب التونسي
تدور أحداث المسرحية حول شاب تونسي يُدعى صابر، الذي يتعرف على صديق هولندي اسمه "كون". عندما يُتاح لصابر فرصة السفر إلى هولندا لعرض المسرحية مع صديقه، يواجه صعوبات كبيرة في الحصول على تأشيرة الدخول. تفاجأ صابر بكثرة الأوراق المطلوبة وتعقيدات الإجراءات، لينتهي الأمر برفض طلبه. هذا الرفض يترك آثاراً نفسية كبيرة على صابر، مما دفع البعض من أصدقاءه بتشجيعه على التفكير في الهجرة غير النظامية، أو ما يُعرف محلياً ب"الحرقة"، كحل أخير لتحقيق حلمه، و لكنه رفض.
حوار ما بعد العرض: نقاش حول سياسات الفيزا والهجرة
بعد انتهاء العرض، شهدت القاعة حواراً مفتوحاً مع فريق العمل المسرحي، بالإضافة إلى الأستاذ وائل قرناوي، المختص في علم النفس، الذي أكد أن رفض طلبات التأشيرة هو أحد الأسباب الرئيسية للهجرة غير النظامية.
وأشار قرناوي إلى أن إجراءات الفيزا الحالية تُعد شكلاً من أشكال الاتجار بالبشر، وتستمر في توظيف سياسات استعمارية قديمة.
ودعا إلى ضرورة تغيير هذه السياسات وابتكار حلول أكثر إنسانية تضمن حق الأفراد في التنقل بحرية.
من جهتها، أعربت "ينتل دي لانج"، المشرفة على المسرحية، عن صدمتها من حقيقة أن التونسيين لا يتمتعون بحرية التنقل إلى أوروبا، بينما يحمل المواطن الأوروبي جواز سفر يمنحه الحق في السفر إلى أي مكان دون قيود. وقالت: "من غير المعقول أن يتحول الإنسان إلى مجرد ملف على مكتب سفارة أو قنصلية".
الفن كوسيلة لإيصال الرسائل
أما المخرجة "كات سميتس"، فقد أوضحت أن المجتمع الأوروبي لا يدرك بشكل كافٍ تعقيدات إجراءات الفيزا، مشيرة إلى أنها اختارت استخدام العرائس في المسرحية لأنها رمز للبراءة وقادرة على إيصال الرسائل بشكل مؤثر.
وأضافت: "الفن يجب أن يكون وسيلة لفتح الحوار حول القضايا الإنسانية".
كما شارك الممثل فادي الكحلاوي، أحد أبطال المسرحية، تجربته الشخصية، مؤكداً أن القصة المروية في المسرحية هي قصة حقيقية، وأن أحد أعضاء فريق العمل قد تم رفض طلبه للحصول على الفيزا قبل العرض. من جانبها، أكدت الممثلة شاكرة رمّاح أن حرية التنقل هي حق للجميع، خاصة للفنانين والمبدعين، مشددة على أن الفن لا يجب أن يُحاصر بالحدود.
حضور دبلوماسي وجماهيري كبير
شهد عرض المسرحية حضوراً دبلوماسياً وجماهيرياً لافتاً، مما يعكس أهمية القضية المطروحة وتأثيرها على المجتمع التونسي. ومن المقرر أن تُعرض المسرحية لاحقاً في هولندا، وتحديداً في أمستردام، بالإضافة إلى عدد من الدول الأوروبية الأخرى، حيث ستواصل إثارة النقاش حول سياسات الفيزا وحقوق الإنسان في التنقل.
مسرحية "Vis_À_Vis(a)" ليست مجرد عمل فني، بل هي صرخة مدوية ضد الظلم الذي يعانيه الشباب التونسي في سعيهم لتحقيق أحلامهم. من خلال قصة صابر، تنجح المسرحية في كشف الوجه القاسي لإجراءات الفيزا، وتدعو إلى إعادة النظر في هذه السياسات التي تحرم الأفراد من حقهم الأساسي في التنقل. في عالم يتحدث عن العولمة وحرية الحركة، تبقى مثل هذه الأعمال الفنية تذكيراً قوياً بأن الطريق نحو العدالة والمساواة ما زال طويلاً.
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق