قرار ترامب تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا يعيد «ترتيب» ميدان المعركة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قرار ترامب تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا يعيد «ترتيب» ميدان المعركة, اليوم الاثنين 10 مارس 2025 02:22 صباحاً

قد يعيد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجديد بوقف المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، ترتيب ساحة المعركة في القتال الدائر بين روسيا وأوكرانيا، إما بوقف القتال، أو منح روسيا ميزة حاسمة.

وبمساعدة من أوروبا، سواء بالأسلحة أو الدعم الاستخباراتي، فإنه يمكن لأوكرانيا أن تواصل القتال خلال الصيف، من دون مساعدة أميركية إضافية، لكن المحللين يقولون إن خسارة أحد أهم داعميها ستجعل من السهل على روسيا مهاجمة خطوط الدفاع الأوكرانية.

ويقول نائب الرئيس الأول بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، سيث جي جونز: «على الرغم من النقص في الذخائر والقوات، فقد نجح الأوكرانيون بشكل رائع في منع أي نوع من الاختراق الروسي».

ويؤكد مسؤولو إدارة ترامب أن توقف الدعم قد يكون قصير الأمد نسبياً، إذا انحنى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لمطالب البيت الأبيض، في وقت صرح فيه ترامب في خطابه أمام الكونغرس بأنه يُثمن تصريح زيلينسكي بأنه «مستعد للحضور إلى طاولة المفاوضات».

وفي الوقت الحالي، تمارس إدارة ترامب أقصى قدر من الضغط على أوكرانيا، وقليلاً نسبياً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الجيش الروسي الذي استمر في مهاجمة المدن الأوكرانية. وإذا اعتقدت أوكرانيا أن الولايات المتحدة ليس وسيطاً نزيهاً للسلام، فقد تمضي في القتال بدعم من أوروبا.

الضربة المباشرة

لم يتمكن الروس حتى الآن من تحقيق تفوق جوي منذ بدء حربهم مع أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، ولم يتمكنوا بفاعلية من الجمع بين الوحدات العسكرية في العمليات المشتركة، وتكبدوا خسائر فادحة، لدرجة أن بوتين استعان بـ11 ألف جندي كوري شمالي للمساعدة في تخفيف الضغط، كما قال خبراء عسكريون، لكن هذا كان قبل أن يلقي ترامب بثقله خلف روسيا.

ويقول الضابط السابق في الجيش الأميركي من أصل أوكراني، ألكسندر فيندمان، والذي خدم في مجلس الأمن القومي في عام 2019: «ستكون الضربة المباشرة على معنويات القوات الأوكرانية، تعزيز الروس وإحباط الأوكرانيين».

ويؤثر قرار ترامب على مليارات الدولارات من الأسلحة والذخيرة التي تقدمها أميركا للقوات الأوكرانية، كما يوقف تسليم المعدات من مخزونات وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون)، وكذلك المساعدات من خلال مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، التي توفر الأموال لكييف لشراء معدات عسكرية جديدة مباشرة من شركات الدفاع الأميركية، كما ستخسر أوكرانيا أسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية «أرض-أرض»، والمدفعية الصاروخية بعيدة المدى، وقطع الغيار، والصيانة والدعم الفني.

الأمر الحاسم في هذا الخصوص هو أن توقف المساعدات العسكرية الأميركية سيوقف تسليم الصواريخ الاعتراضية لأنظمة الدفاع الجوي «باتريوت» و«ناسامز»، والتي أنقذت عدداً لا يحصى من الأرواح بفضل حمايتها للمدن الأوكرانية من هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار، أما توقف الاستخبارات فسيحجب المعلومات التي تستخدمها أوكرانيا لاستهداف القوات الروسية.

أساليب ابتزازية

ويهدف حجب المساعدات، وفقاً لمسؤولي إدارة ترامب، إلى الضغط على زيلينسكي لتوقيع صفقة تستطيع الشركات الأميركية بموجبها استخراج المعادن الأوكرانية، وقال أحد مسؤولي إدارة ترامب إنه إذا توصل إلى اتفاق، فسيستمر تبادل المعلومات الاستخباراتية، وستتدفق الإمدادات العسكرية المخصصة بالفعل من قبل إدارة بايدن مرة أخرى.

وكانت القوات الروسية تحاول استعادة المزيد من الأراضي في منطقة «كورسك» في روسيا التي استولت عليها أوكرانيا العام الماضي.

من جانبها، ظلت أوروبا، لاسيما فرنسا وبريطانيا، تزود أوكرانيا بصور الأقمار الاصطناعية التي يمكن استخدامها للعثور على أهداف روسية في ساحة المعركة، ومع ذلك تعجز الأقمار الاصطناعية الأوروبية من رصد التحركات العسكرية الروسية مثل أقمار التجسس الأميركية، ويعترف المسؤولون الأوكرانيون بأنه إذا استمر توقف الاستخبارات فستكون هناك عواقب وخيمة.

وإذا امتد توقف الإمداد الأميركي إلى ما بعد أوائل الصيف، فإن أوكرانيا ستفقد إمداداتها من بعض الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة والصواريخ الباليستية «أرض-أرض»، وأنظمة الملاحة والمدفعية الصاروخية بعيدة المدى، إذ إن من شأن النقص المطول في هذه الأسلحة أن يضر بقدرة أوكرانيا على ضرب أهداف بعيدة المدى، وقد يجعل المدن والقوات الأوكرانية أكثر عرضة لهجمات الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار.

وقال البنتاغون، الإثنين الماضي، إن إدارة ترامب أرسلت بعض الأسلحة التي وعدت بها إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، لأوكرانيا، بما في ذلك «مئات أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة والأسلحة المضادة للدبابات وآلاف القذائف المدفعية».

خسارة صواريخ «باتريوت»

وبموجب توجيهات ترامب، فإن عمليات التسليم هذه ستتوقف، على الأقل حتى يقرر الرئيس أن أوكرانيا أظهرت التزاماً حسن النية بمفاوضات السلام مع روسيا، كما ذكر مسؤول كبير في الإدارة.

ومع ذلك، يقول الخبير في الشؤون الروسية بمعهد دراسة الحرب، جورج باروس، إن «طبيعة أنواع أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الأوكرانيون حالياً تختلف عن تلك التي اعتمدوا عليها بشكل كبير في الأشهر الأولى من الحرب».

ويتابع: «لقد نمت القاعدة الصناعية الدفاعية في أوكرانيا بشكل كبير، ويمكنهم إنتاج الكثير من الأشياء التي يحتاجون إليها»، ويعتقد باروس أن معظم الخسائر التي ألحقتها القوات الأوكرانية بروسيا كانت بسبب طائرات بدون طيار محلية الصنع، وأسلحة أخرى تم إنتاجها في أوكرانيا.

ويضيف: «الأمر يبدو وكأن الأوكرانيين على الخطوط الأمامية لن يواجهوا نقصاً حاداً في معداتهم الأساسية على الفور»، لكن ما ستخسره أوكرانيا، كما يقول هو وخبراء آخرون، هو صواريخ «باتريوت» الاعتراضية التي ساعدت الدفاعات الجوية للبلاد.

تمتلك الدول الأوروبية صواريخ «باتريوت» الاعتراضية، لكنها قد تضطر إلى التضحية بأجزاء من مظلة الدفاع الجوي الخاصة بها لمصلحة أوكرانيا، وقد يكون هذا طلباً صعباً في وقت لم يعد فيه حلفاء دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» واثقين بأن الولايات المتحدة ستهب للدفاع عنهم إذا تعرضوا للهجوم.

ويقول الزعماء الأوروبيون إنهم سيجتمعون في بروكسل للتداول في موضوعين على جدول الأعمال: كيفية دعم أوكرانيا وكيفية تعزيز قدراتهم العسكرية.

سيناريوهان للحرب

وخلال اجتماع متوتر في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، أخبر ترامب الرئيس الأوكراني أنه ليس في وضع جيد، وأوضح له ترامب بقوله: «ليس لديك الأوراق الآن»، لكن لا أحد يستطيع التنبؤ بما قد يعنيه توقف المساعدات وتبادل المعلومات الاستخباراتية للحرب، كما قال مسؤولون عسكريون.

من جهته، يقول الملازم أول متقاعد والقائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا، فريدريك ب. هودجز: «القول بأن الأوكرانيين ليس لديهم الأوراق اللازمة يشير إلى أن أولئك المحيطين بالرئيس لا يفهمون في الواقع طبيعة الحرب، أو لماذا يكون الرجال والنساء على استعداد للقتال، حتى لو ضحوا بأنفسهم لآخر شخص».

ويعتقد أن أوكرانيا قد تفوز، أو على الأقل تكون في وضع أفضل بكثير، إذا قدم الأوروبيون الدعم الذي هم قادرون على تقديمه، ويضيف: «سيفعلون ذلك من دون الولايات المتحدة، وستكون النتيجة فقدان المصداقية، وفقدان النفوذ بالنسبة للولايات المتحدة».

ويقول خبراء عسكريون إن السيناريو الآخر المتمثل في تحقيق روسيا النصر على أوكرانيا، قد يكون أكثر قتامة بالنسبة لإدارة ترامب، ويمكن أن يشجع مثل هذا النصر بوتين على المضي قدماً في أهدافه التوسعية، ما يؤدي في النهاية إلى حرب كبرى في أوروبا، وأشار جونز إلى أن الولايات المتحدة حاولت في الماضي البقاء بعيداً عن حروب القوى الكبرى في أوروبا، ولم تنجح. عن «نيويورك تايمز»


شبكة «ستارلينك»

ليس من الواضح أن تتوقف خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية «ستارلينك»، بعد قرار ترامب تجميد المساعدات العسكرية، وكانت شبكة «ستارلينك»، التي تديرها شركة «سبيس إكس» المملوكة للمليادير الأميركي المقرب من ترامب، إيلون ماسك، بالغة الأهمية بالنسبة للجيش الأوكراني منذ الأيام الأولى للحرب، حيث سمحت للجنود بالتواصل وتبادل المعلومات، من دون الحاجة إلى اللجوء إلى الرسائل النصية على شبكات الهاتف المحمول، التي يمكن اعتراضها بسهولة أكبر.

. إدارة ترامب تمارس أقصى قدر من الضغط على أوكرانيا، وقليلاً نسبياً على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والجيش الروسي الذي استمر في مهاجمة المدن الأوكرانية.

. إذا اعتقدت أوكرانيا أن الولايات المتحدة ليست وسيطاً نزيهاً للسلام، فقد تمضي في القتال بدعم من أوروبا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق