نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بذكاء وإبداع.. مسلسل "رحمة" يقدم خدمة كبيرة للسياحة المغربية عبر مشاهد جذابة تغري بزيارة عاصمة المملكة, اليوم الأحد 9 مارس 2025 11:27 مساءً
يشكل مسلسل "رحمة"، الذي يُعرض خلال شهر رمضان على شاشة "MBC5"، تجربة درامية متميزة، ليس فقط على مستوى قصته المشوقة وأداء أبطاله الذي كان مميزا، ولكن أيضًا من خلال الرؤية الإخراجية الذكية التي استطاعت أن تجعل من هذا العمل، نافذة سياحية تُبرز جمالية مدينة الرباط وتطورها العمراني.
فمنذ عرض أولى حلقات "رحمة"، اتضح بشكل جلي أن مخرج المسلسل "محمد علي مجبود"، كان مقتنعا بضرورة خوض هذا التحدي، عبر استعراض مشاهد خلابة تُبرز جمالية الرباط، بعض جوي مصور بالـ"درون"، والبعض الآخر التقط من زوايا أرضية مختلف، ساهمت في شد انتباه المشاهدين من خلال حيث تكررت لقطات عابرة تعكس التناغم بين الموروث التاريخي والبنية التحتية الحديثة لعاصمة المملكة الشريفة.
ومن أبرز المواقع التي استضافت كاميرا المسلسل، نذكر قصبة الأوداية، والحي العتيق المطلّ على المحيط، والذي يعكس روح المدينة القديمة، إلى جانب مشاهد أخرى تم خلالها التركيز على برج محمد السادس وضريح حسان، وهي مناظر تعكس غنى وتنوع الإرث الثقافي والتاريخي العريق لبلادنا.
في سياق متصل، ركز مخرج العمل أيضا على كورنيش الرباط وضفاف نهر أبي رقراق، حيث تظهر لمسات التحديث ومشاريع التنمية المستدامة التي أعادت تشكيل ملامح المدينة، إلى جانب عرض مشاهد تبرز جمالية المسرح الكبير للرباط، الذي يعد أحد أكبر المسارح في إفريقيا والعالم العربي، ويُجسد نهضة ثقافية متسارعة.
هذا وقد ساهمت هذه المشاهد المتكررة في تقديم صورة مشرقة عن العاصمة الرباط، بوصفها مدينة تجمع بين العراقة والحداثة، ما يعكس التطور الكبير الذي شهدته البنية التحتية والمشاريع التنموية خلال السنوات الأخيرة. فإضافة إلى الجمالية العمرانية، نقلت عدسة المسلسل أجواء المدينة الهادئة وشوارعها النظيفة، ومرافقها العصرية، ما يجعلها وجهة جذابة للسياح.
اللافت للانتباه أيضا أن المخرج "مجبود" لم يغفل عن أهمية إبراز الهوية الثقافية المغربية، حيث تميز العمل بتسليط الضوء على القفطان المغربي وجماليته الفائقة، وهو ما أضاف بُعدًا فنيًا آخر للمسلسل، كما ظهر في العديد من المشاهد، خاصة في الحفلات والمناسبات الاجتماعية (خطوبة داوود وثريا)، حيث أظهرت الأزياء التقليدية البعد الجمالي للقفطان باعتباره رمزًا للأناقة والتاريخ في آن واحد.
أما بالنسبة للجانب المعماري، فقد كان الزليج المغربي حاضرًا بقوة، من خلال "الرياض" الذي شكل محورًا رئيسيًا لجل أحداث المسلسل، وهنا كان لافتا للانتباه مدى براعة الصناع المغربي في تشكيل لوحات فنية مبهرة، لا يمكن مشاهدتها إلا في المغرب.
ولأن العمل يعرض في قناة أجنبية (خليجية) تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة، فلا شك أن هذه الاستراتيجية الذكية التي انتهجها صناع مسلسل "رحمة"، ستترك أثرًا واضحًا لدى عموم المشاهدين، خاصة من الوطن العربي، إذ سينتاب الكثير منهم شعورا قويا ورغبة جامحة في زيارة الرباط لاكتشاف معالمها، والتجول بين شوارعها وأزقتها، والتمتع بجمالها الطبيعي والعمراني.
وعلى ضوء كل ما جرى ذكره، يشدد عدد كبير من المتابعين لمسلسل "رحمة" على أن الإنتاج الدرامي ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل يمكن أن يكون أداة قوية للترويج السياحي، حيث تحوّلت مشاهد العمل إلى بطاقة دعوة مفتوحة للمشاهدين، تغريهم لاستكشاف الوجه الحقيقي لمدينة الرباط، التي تمزج بين ماضيها العريق ومستقبلها الواعد، وبهذا، يكون المخرج قد نجح بذكاء في استغلال الدراما كوسيلة لتسويق جماليّات المدينة، وتعزيز مكانتها كواحدة من أهم العواصم الثقافية والسياحية في العالم العربي وإفريقيا.
0 تعليق