مع الشروق : «ادفعوا ..لأدافع عنكم »

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : «ادفعوا ..لأدافع عنكم », اليوم الأحد 9 مارس 2025 09:50 مساءً

مع الشروق : «ادفعوا ..لأدافع عنكم »

نشر في الشروق يوم 09 - 03 - 2025

alchourouk
تسارعت الأحداث المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية خلال اليومين الأخيرين ، وتبعثرت أوراقها ، لتدخل دول القارة العجوز على الخط بسرعة جنونية في محاولة لإنقاذ نفسها قبل إنقاذ زيلنسكي الذي نال ما نال من التأديب وحسن الكلام من الرئيس الأمريكي "دوناد ترامب" ونائبه " جي دي فانس".
ففي ذاك اللقاء المتشنج الذي لم تعرف له ديبلوماسيات العالم مثيلا ، تداول ترامب ونائبه على "زيلنسكي" الذي بدا متدربا على تلقى لكمات انهالت عليه يمينا ويسارا قبل أن يغادر البيت الأبيض مسرعا مهرولا دون الجلوس على طاولة الأكل والضيافة الفاخرة التي لم ينل منها "زيلنسكي" ولا فريقه حتى شربة ماء .
خرج من البيت الأبيض مسرعا مهرولا بعد أن كال له الرئيس الأمريكي ونائبه الأول ما شاءا لهما من الكيل وأوفيا له في الميزان في لقاء بلغ صداه كل الدول الغربية التي سارع قادتها وصناع القرار فيها للاجتماع والتشاور والتباحث لتوحيد المواقف خوفا من وثبة الدب الروسي ، وتوجسا من فقدان الدفاع العسكري لها من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقبل أن يفقد زيلنسكي صوابه في ذاك اللقاء الذي حضره دون ملابس تليق بالبيت الأبيض ، جنت الدول الغربية وصدمت بعد ان فهت أن التقارب الأمريكي الروسي بات شبه حقيقة حتى وان نصبت أوتاد خيمته على رمال متحركة تشدها خلافات الماضي بحروبه الباردة ، لكنه يبنى الآن على مصالح تبحث أمريكا عن البعض منها في باطن أرض أوكرانيا، وتبحث روسيا عن جزء منها في كسر عزلة ضربتها دول تتوجس خيفة من التحولات الجيوسياسية المقبلة.
اجتماعات ومشاورات ولقاءات لرؤساء أركان جيوش الدول الغربية ، وحديث مفاجأ عن الأسلحة النووية والمظلة النووية الفرنسية يتلذذ بها ترامب ليرفع من سقف الضغط على رؤساء دول حلف الناتو ويطالبهم من جديد بدفع ما يكفي من حصة الإنفاق على الدفاع قائلا " اذا لم يدفعوا فلن أدافع عليهم " .
ترامب الخبير في حشر صديقه كعدوه في الزاوية التي يريد، والمحترف في الابتزاز ، سيضطر دول حلف الناتو التي بات بعضها يشعر بالخطر من التقارب الروسي الأمريكي إلى دفع ما عليها من أموال وإنفاق ممن ميزانيات تسجل تراجعا في السنوات الأخيرة .
وحتى وان أذعنت دول حلف الناتو ودفعت ما عليها ، فإن ترامب عاقد العزم على إعادة العلاقات مع روسيا حتى " يمنعها " من مزيد التقارب مع الصين التي تحولت إلى قوة عسكرية واقتصادية وسياسية تفوق قوة الدول الغربية الحريصة على توحيد مواقفها في هذه اللحظة الحاسمة التي تواجه أوروبا وأوكرانيا وفق تعبير رئيسة المفوضية الأوروبية.
وروسيا المستفيدة من هذه الوضعية التي لم تكن لتحلم بها ، لن تقبل بأي حديث عن هدنة أو وقف لإطلاق النار دون قبول " حقيقة الواقع على الأرض " أو نشر قوات حفظ سلام بأوكرانيا أو غيرها من المبادرات التي يفكر فيها زعماء الدول الغربية أكثر مما يفكر فيها زيلنسكي ..
راشد شعور

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق