نشر في باب نات يوم 09 - 03 - 2025

أثار مسلسل "معاوية" جدلًا واسعًا منذ بداية عرضه، خاصة في ظل الحساسيات التاريخية والدينية المرتبطة بهذه الفترة من التاريخ الإسلامي. وفي حوار خاص مع إذاعة موزاييك، تحدث خالد صلاح، مؤلف المسلسل، عن جوانب مختلفة من العمل، مقاربته التاريخية، والانتقادات التي تعرض لها.
دراما تاريخية وليست فانتازيا
أكد خالد صلاح أن المسلسل هو دراما تاريخية بحتة وليست فانتازيا، موضحًا أن الفريق اعتمد على مصادر تاريخية موثوقة، لكنه سعى لملء بعض الفراغات في حياة معاوية بن أبي سفيان، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الشخصية والعاطفية التي لم تتناولها الكتب التاريخية بالتفصيل.
وقال صلاح: "التزمنا بالنصوص التاريخية، ولم نختلق أحداثًا. لكن في بعض الجوانب، مثل حواراته مع زوجته أو تفاصيل حياته الشخصية، لم تكن هناك مصادر واضحة، فكان لا بد من تقديم تصور درامي لها دون المساس بجوهر الشخصية أو الوقائع المعروفة."
المصادر التاريخية والرؤية الدرامية
وحول الجدل القائم بشأن اعتماد المسلسل على الروايات السنية أو الشيعية، أوضح صلاح أن العمل لم يعتمد على رؤية دينية محددة، وإنما استند إلى الوقائع التاريخية المدعومة بالمصادر المختلفة.
وقال في هذا السياق: "لم نسعَ إلى تقديس معاوية أو شيطنته، بل حاولنا تقديمه كشخصية تاريخية لها أبعادها السياسية والإنسانية. لقد شقت الحروب التي خاضها صفوف المسلمين، لكن السؤال هو: هل كان هو المسؤول الوحيد عن ذلك؟"
وأضاف: "هدفنا الأساسي كان كسر حالة الانقسام التي لا تزال مستمرة بين المسلمين منذ 1400 سنة، فنحن لسنا مديونين لهذه الحروب، ويجب أن نتحرر من أسر الماضي."
الانتقادات وقرار بعض القنوات عدم بث المسلسل
تحدث صلاح عن الانتقادات التي طالت المسلسل، خاصة من بعض الجهات الدينية التي اتهمته ب"تشويه التاريخ"، كما رفضت بعض القنوات العربية عرضه، ومنها قناة "MBC العراق".
وعلق على ذلك بالقول: "كنا مستعدين لهذه الحملات، وهذا يثبت أن تناول هذه القضايا ضروري. للأسف، بعض الجهات لا تزال أسيرة الماضي وتخشى أي محاولة لإعادة قراءة التاريخ بنظرة تحليلية."
مسألة حذف بعض المشاهد
وحول ما أشيع عن تعرض المسلسل للرقابة أو حذف بعض المشاهد، أكد المؤلف أن بعض التعديلات تمت في المونتاج، لكنها لم تكن لأسباب سياسية، بل لأسباب فنية تتعلق بالإيقاع الدرامي وطول الحلقات.
وأضاف: "كانت هناك نقاشات حول مواضيع مثل سقيفة بني ساعدة ومقتل فاطمة الزهراء، لكننا لم نتعمق فيها لأنها لا تتعلق مباشرة بشخصية معاوية، والمسلسل مخصص له وليس لاستعراض كل الخلافات التاريخية."
اللغة والتبسيط لجذب الشباب
وردًا على الانتقادات المتعلقة باللغة المستخدمة في الحوار، والتي وصفها البعض بأنها بعيدة عن الفصحى التاريخية، قال صلاح: "تعمدنا تبسيط اللغة لجعلها أكثر قربًا من الجمهور، خاصة الشباب الذين نريد أن نوصل لهم هذه القصة، لأننا تعبنا من الخطاب المتعصب الذي يستمر في تأجيج الفتنة بين السنة والشيعة."
اتهامات بالكفر والزندقة
لم يسلم مؤلف العمل من هجمات شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد اتهامه بالكفر، بل وحتى التحريض على قتله. لكنه قال إنه غير متأثر بمثل هذه الادعاءات، واعتبرها امتدادًا للتطرف الذي يعاني منه العالم الإسلامي.
وأضاف: "لقد تعرضت شخصيًا لهجمات مماثلة في السابق، وهذه ليست المرة الأولى. بعض الجماعات المتشددة لا تريد أن تواجه الحقيقة، لكن علينا أن نواصل طرح الأسئلة ومحاولة الفهم بدلاً من الاستمرار في دوامة الكراهية."
رسالة المسلسل: التحرر من قيود الماضي
في ختام حديثه، شدد خالد صلاح على أن الهدف الأساسي من المسلسل هو تسليط الضوء على تاريخ المسلمين، ليس بهدف تأجيج الفتن، وإنما لفهم أعمق للتاريخ والتعلم منه.
وقال: "نريد أن نسقط القداسة عن الشخصيات التاريخية، لأنها بالنهاية بشر أخطأوا وأصابوا. لا يمكن أن نبقى أسرى لخلافات الماضي بينما العالم يتقدم من حولنا."
ختامًا
مسلسل "معاوية" يواصل إثارة الجدل، بين من يراه محاولة لطرح قراءة جديدة للتاريخ، ومن يعتبره عملاً متحيزًا ومثيرًا للفتنة. وفي النهاية، يبقى للمشاهد الحكم على العمل الفني وما إذا كان قد نجح في تقديم رؤية متوازنة لأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي.
iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F617057334545292%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true
This article for Babnet was created with the assistance of AI technology
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.