نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يشتري الناس الأحلام وليس المنتجات؟, اليوم الأحد 9 مارس 2025 12:02 مساءً
الرياض - مباشر: في عام 2001، صعد ستيف جوبز إلى المسرح ليكشف عن منتج جديد وهو iPod هذا الجهاز لم يكن الابتكار الأول من نوعه في ذلك الوقت، فقد كانت هناك مجموعة من الأجهزة الحديثة من شركات مختلفة والتي تمكّن المستخدمين من "تحميل الموسيقى" أو "الملفات الصوتية"، ولكن عندما صعد ستيف جوبز إلى المسرح لم يتحدث عن المواصفات التقنية أو سعة التخزين بطريقة تقليدية، بل اختصر تقديمه للمنتج بعبارة بسيطة: "مع iPod، يمكنك تحميل ألف أغنية في جيبك"، بهذه العبارة الرنانة؛ لم يركز على بيع جهاز إلكتروني فقط؛ بل باع حلم! حلم امتلاك مكتبة موسيقية شخصية يمكن الاستماع إليها في أي مكان وزمان؛ مما غيّر علاقة الناس بالموسيقى إلى الأبد.
ونشر مركز محمد بن سلمان "مسك" أسباب شراء الأحلام بدلاً من المنتجات:
1- المعاني والقيم المرتبطة بالمنتج:
بعض المنتجات تقدّم معاني أو علامات تدل على "المكانة الاجتماعية". على سبيل المثال، ساعة معينة ليست مجرد أداة لمعرفة الوقت، بل هي رمز للنجاح والتفوق، وشراء بعض العلامات هو بمثابة إعلان شخصي عن المكانة الاجتماعية، والالتزام بالجودة، والرغبة في التألق.
2- الرغبة في الانتماء:
كثير من العلامات التجارية تخلق مجتمع أو أسلوب حياة يجعل بعض المستهلكين يسعون للانتماء إليه، على سبيل المثال هناك علامات تجارية لا تبيع سيارات فقط؛ بل تبيع فكرة التفوق والأناقة والتميز، ويصبح امتلاك سيارتها ليس مجرد وسيلة للتنقل، بل هو بيان شخصي يعكس النجاح والرقي ويجعل المستهلكين يسعون للانتماء لهذه الطبقة من الناجحين في المجتمع.
3- التجربة العاطفية:
بعض المنتجات تقدم تجربة عاطفية تُغني حياة المشتري، على سبيل المثال، شراء سيارة رياضية فاخرة لا يرتبط فقط بالمواصفات التقنية أو إمكانيات المركبة، بل بتجربة قيادة فريدة والشعور بالقوة والسرعة.
في الختام، القوة الحقيقية لأي علامة تجارية لا تكمن في المنتجات التي تبيعها، بل في القصص التي ترويها، والأحلام التي تحققها، والتجارب التي تخلقها. وتذكّر دائماً: ما تبيعه ليس مجرد منتج؛ بل فكرة، وقصة، وحلم. حاول أن تجعل جمهورك وعملائك يشاهدون المستقبل الذي يمكن أن يحققوه من خلالك، وستجد أن الولاء والعلاقة الإيجابية مع علامتك التجارية تنمو بشكل طبيعي ومستدام.
ما قدمه ستيف جوبز لم يكن مجرد تسويق منتج، بل خلق تجربة ورؤية ترتبط بالمستخدم، وهذه القصّة تشكل محوراً رئيساً لفهم كيف يمكن للقصص أن تحوّل منتجاً عادياً ويشبه الكثير إلى جزء من حياة الناس وأحلامهم.
القصص هي أداة عاطفية قوية يمكنها تحويل المنتج العادي إلى رمز عاطفي ومعنوي يحمل معاني عميقة ترتبط بالمستهلكين. عندما تقدم علامتك التجارية منتجاً من خلال قصة، فإنك تنقل الرسالة من كونها مجرد بيع سلعة إلى تقديم تجربة وخلق ارتباط عاطفي مع العلامة التجارية والمنظمة، هذا الارتباط يجعل المنتج أكثر إنسانية وأقرب إلى قلوب المستهلكين، حيث ينظرون إلى أنفسهم كشخصيات في تلك الرواية.
على سبيل المثال شركة نايكي، التي تُعتبر من أكثر العلامات التجارية استخداماً للقصص في بناء هويتها. عندما أطلقت شعارها الشهي "Just Do It" في أواخر الثمانينيات؛ لم يكن الهدف مجرد الترويج لأحذية رياضية، بل كانت الفكرة تتمحور حول تشجيع الأفراد على التغلب على الخوف والتحديات والقيام بخطوات كبيرة لتحقيق أهدافهم. القصة التي رافقت هذا الشعار لم تكن عن المنتج نفسه، بل عن الأشخاص الذين يستخدمونه. سواء كان الإعلان يظهر شخص مبتدئ يتدرب في ظروف صعبة أو رياضي عالمي يحقق الانتصار، الرسالة دائماً واحدة: القوة تأتي من داخلك، والأدوات هي مجرد داعم لتحقيق الحلم.
وعندما تُروى قصة تلامس القيم والمشاعر، فإنها تتجاوز المنتج وتصبح تجربة شخصية وتظل في أذهان العملاء لفترة أطول؛ مما يجعلهم يشعرون بأنهم جزء من رحلة أو حلم مشترك.
كيف يشتري الناس الأحلام وليس المنتجات؟
المنتجات ليست دائماً ما ينجذب له العملاء بشكل مباشر؛ بل غالباً ما تكون الأحلام والتجارب والقيم التي تمثلها هذه المنتجات هي السبب الحقيقي وراء قرار الشراء، فعندما يشتري المستهلك منتج معين، فإنه في الحقيقة يشتري ما يمثله هذا المنتج في حياته ومكانته وأحلامه، والعلامات التجارية الناجحة هي تلك التي تٌدرك هذا المبدأ وتجعل منتجاتها بوابة لتحقيق الأحلام، وليس مجرد سلع.
على سبيل المثال، في عالم الأزياء والموضة، ينجذب الناس إلى العلامات التجارية التي تعبر عن هوية طبقة معيّنة من المجتمع، حيث إن شراء حقيبة من شركة معينة يعني الانتماء إلى طبقة راقية والاستمتاع بتجربة من الرفاهية والفخامة فيكون حلم المستهلك ليس البحث عن "حقيبة" لتخزين الأغراض الشخصية، بل "علامة" تدل على الانتماء لطبقة مجتمعية عالية وراقية.
0 تعليق