كشف استطلاع رأي جديد أجرته مؤسسة غالوب عن انخفاض غير مسبوق في تأييد الأميركيين لإسرائيل، حيث تراجع الدعم إلى أقل من 50% لأول مرة منذ 25 عامًا، بينما ارتفع التأييد للفلسطينيين بشكل ملحوظ. تأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة حراكًا سياسيًا وشعبيًا حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وسط احتجاجات جامعية وارتفاع في الأحداث المناهضة للسامية.

انخفاض دعم إسرائيل وارتفاع تأييد الفلسطينيين

وفقًا للاستطلاع، انخفضت نسبة الأميركيين الذين يدعمون إسرائيل إلى 46% فقط في عام 2025، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت غالوب تتبع هذه البيانات في عام 2001. في المقابل، ارتفع تأييد الفلسطينيين إلى 33%، متجاوزًا حاجز 30% للمرة الثانية فقط خلال هذه الفترة، حيث سجلت النسبة ارتفاعًا مماثلًا في عام 2023 قبل أن تتراجع في 2024، ثم تعاود الارتفاع مرة أخرى هذا العام.

دور الصراع وتأثير السياسات الأميركية

يأتي هذا التغير في الرأي العام الأميركي بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي دفع الولايات المتحدة إلى الوقوف بحزم إلى جانب إسرائيل، حتى في مواجهة الضغوط الدولية. استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن عدة مرات لمنع قرارات تدين إسرائيل، مشددة على ضرورة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس كشرط لأي اتفاق وقف إطلاق نار.

في غضون ذلك، شهدت الجامعات الأميركية احتجاجات واسعة النطاق، وحدثت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، كما ارتفعت المشاعر المعادية للسامية ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في أوروبا، مما ساهم في تشكيل المشهد السياسي والمجتمعي الحالي.

التوجهات الحزبية وتأثيرها على نتائج الاستطلاع

أظهر الاستطلاع أن التوجهات السياسية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد المواقف تجاه الصراع، حيث ينحاز الجمهوريون بشكل كبير إلى إسرائيل، بينما يميل الديمقراطيون إلى دعم الفلسطينيين. وفقًا للنتائج:

59% من الديمقراطيين يدعمون الفلسطينيين، مقابل 21% فقط يؤيدون إسرائيل.

75% من الجمهوريين يدعمون إسرائيل، بينما لا يتجاوز التأييد للفلسطينيين 10%.

المستقلون منقسمون، حيث تؤيد 53% منهم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

تأييد حل الدولتين رغم الجمود السياسي

بالرغم من المواقف المتباينة بين الجمهوريين والديمقراطيين، لا يزال غالبية الأميركيين يؤيدون حل الدولتين، حيث أظهر الاستطلاع أن:

76% من الديمقراطيين يدعمون إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

53% من المستقلين يؤيدون الفكرة.

41% فقط من الجمهوريين يساندون هذا الحل.

استمرار التغير في الرأي العام الأميركي

بحسب مؤسسة غالوب، فإن هذا التحول في موقف الأميركيين يعود بشكل أساسي إلى تراجع تأييد الديمقراطيين لإسرائيل، بينما يبقى الجمهوريون ثابتين في دعمهم لها. وأوضحت المؤسسة أن النقاش حول حل الدولتين تراجع بشكل كبير منذ هجوم أكتوبر 2023، حيث انصب التركيز الدولي على كيفية ضمان أمن إسرائيل بعد الحرب، ومستقبل غزة والضفة الغربية في ظل الدور المستقبلي لحماس.

يشير هذا الاستطلاع إلى تغير ديناميكي في المواقف الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهو ما قد يؤثر مستقبلاً على السياسات الأميركية في المنطقة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية وتصاعد الجدل حول دور واشنطن في دعم إسرائيل.