مهرجان الأغنية التونسية: من مصعد للنجوم واكتشاف المواهب إلى المراهنة على كسب تحديات الاستمرارية والحفاظ على الهوية الموسيقية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مهرجان الأغنية التونسية: من مصعد للنجوم واكتشاف المواهب إلى المراهنة على كسب تحديات الاستمرارية والحفاظ على الهوية الموسيقية, اليوم الجمعة 7 مارس 2025 02:51 مساءً

مهرجان الأغنية التونسية: من مصعد للنجوم واكتشاف المواهب إلى المراهنة على كسب تحديات الاستمرارية والحفاظ على الهوية الموسيقية

نشر في باب نات يوم 07 - 03 - 2025

babnet
تعيش تونس، بداية من يوم غد 8 مارس وعلى مدى أربعة أيام، على وقع الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الأغنية التونسية التي تقام تحت عنوان "تونس تغني". ولطالما كانت الموسيقى ولا تزال جزءًا من الهوية الثقافية المعبرة عن أصالة الشعوب. ولم تخرج الموسيقى التونسية عن هذه القاعدة، إذ واكبت مختلف الحضارات التي مرت على البلاد منذ العصور القديمة. وشهدت الموسيقى التونسية تطورًا ملحوظًا، خصوصًا منذ الفترة الأندلسية في القرنين الخامس عشر والسابع عشر، حيث باتت تعبيرًا عن التجربة الاجتماعية والتراكم الإبداعي المتفرد.
وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، تعزز حضور الموسيقى كعامل أساسي في تشكيل الثقافة الوطنية، حيث برزت مدارس موسيقية متنوعة ساهمت في إرساء معالم الأغنية التونسية بألحانها وكلماتها التي تجمع بين الأصالة والانفتاح على الإيقاعات الموسيقية المعاصرة.
الحاجة إلى مهرجان يجمع الفنانين
في ظل هذا التنوع الموسيقي والإبداعي، برزت الحاجة إلى مهرجان يجمع الفنانين والفاعلين في هذا المجال، ويكون فرصة لتطوير الأغنية التونسية وتعزيز إشعاعها. من هنا، جاءت فكرة تأسيس مهرجان الأغنية التونسية سنة 1987، حيث استند المؤسسون وأبرزهم الفنان فتحي زغندة، حمادي بن عثمان، وعبد الكريم صحابو، إلى تجارب سابقة شكلت نواته الأولى، من بينها مهرجان صليحة في الستينات، سهرات قرطاج بداية من 1973، ومهرجان علي الرياحي الذي تأسس سنة 1979. كما ساهمت نوادي "الشبيبة الموسيقية" التي تأسست سنة 1972 في تكوين أجيال جديدة من الفنانين، فيما جاء "أسبوع الموسيقى التونسية" سنة 1986 ليكون فضاء لدعم النخبة الموسيقية من ملحنين وشعراء وفنانين.
شخصيات فنية بارزة أدارت المهرجان
ومنذ انطلاق مهرجان الأغنية التونسية، أشرف على إدارته شخصيات موسيقية بارزة أسهمت في تطويره، حيث كان الموسيقي الكبير فتحي زغندة أول مدير للمهرجان، وقد أشرف عليه من دورته الأولى سنة 1987 حتى الدورة الثامنة سنة 1994، باستثناء دورة 1992 التي أدارها خليل محفوظ.
وتداولت بعد ذلك أعلام موسيقية عديدة على مهمة إدارة المهرجان، على غرار الموسيقار الفنان أحمد عاشور (الدورة التاسعة - 1996)، محمد بوذينة (الدورة الحادية عشرة - 1999)، رياض المرزوقي (الدورة الثانية عشرة - 2000)، عبد الكريم صحابو (الدورة الثالثة عشرة - 2001)، حمادي بن عثمان (الدورة الرابعة عشرة - 2002)، وسنيا مبارك التي أشرفت على إدارة التظاهرة من الدورة السادسة عشرة (2005) إلى الدورة التاسعة عشرة (2008).
ومنذ 2008، غاب المهرجان لمدة 12 سنة قبل أن يعود من جديد سنة 2021 بإدارة الفنان شكري بوزيان (في الدورة العشرين)، وهي الدورة التي أعادت الحياة للمهرجان واستقطبت أسماء كبرى مثل عدنان الشواشي، الشاذلي الحاجي، لطفي بوشناق، صابر الرباعي، سنيا مبارك، محمد الجبالي، نبيهة كراولي وغيرهم.
رؤية نقدية وتحديات المهرجان
في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء حول مهرجان الأغنية التونسية، استعرض الأستاذ فتحي زغندة نشأة هذا المهرجان والتحديات التي واجهها منذ تأسيسه سنة 1987، كما قدم رؤية نقدية حول واقعه اليوم وسبل تطوير هذه التظاهرة.
وبالعودة إلى ذكريات التأسيس، بين فتحي زغندة أنه اقترح والفريق الذي عمل معه فكرة إقامة تظاهرة وطنية تُعنى بالأغنية التونسية، بدعم من وزير الثقافة آنذاك الفقيد البشير بن سلامة. ورغم غياب الميزانية، تمكن الفريق من تنظيم الدورة الأولى بإمكانيات محدودة وجهود تطوعية، وهو ما اعتبره زغندة "إنجازًا كبيرًا" آنذاك.
ضرورة اعتماد معايير فنية دقيقة في انتقاء الأعمال
ويرى زغندة أن عملية تقييم الأغاني المتنافسة يجب أن تكون أكثر موضوعية، مشيرًا إلى أن "بعض الجوائز قد تكون منحت بناءً على اعتبارات ذاتية أو انتماءات أكاديمية، وليس على معايير فنية بحتة". واعتبر أن هناك ضرورة ملحة لمراجعة معايير التحكيم لتكون أكثر شفافية ودقة، بما يضمن اختيار الأعمال الأكثر قدرة على الصمود وتحقيق النجاح.
الفنان شكري بوزيان: لا بد من هيئة قارة لضمان استمرارية العمل
الفنان شكري بوزيان، الذي يشارك في الدورة 23 لمهرجان الأغنية التونسية بعمل بعنوان "عيبي الوحيد" من أدائه وألحانه وكلمات حاتم القيزاني وتوزيع أحمد عنتر، تحدث عن إسهامات وزارة الشؤون الثقافية وإدارة الموسيقى أثناء تأسيس المهرجان. وأضاف أن المهرجان مرَّ بعدة مراحل، وأشار في هذا السياق إلى أن بعض الدورات كانت تحمل أسماء فنانين كبار. وأوضح أن المهرجان شهد تحولات عديدة، من بينها إدماج مسابقات للمعزوفات بعد سنة 2003، واستقطاب خريجي المعهد العالي للموسيقى، لكنه توقف لمدة 12 سنة قبل أن يعود مجددًا سنة 2021.
الفنان عادل بندقة: اختيار المشرفين على المهرجان ينبغي أن يخضع لبرامج وأفكار
من جانبه، عبّر الفنان عادل بندقة عن سعادته بعودة بعض العناصر التي ميزت الدورات الأولى من المهرجان، مشيرًا إلى أن هذه الدورة تحمل في طياتها "نوستالجيا" تعود إلى الثمانينيات والتسعينيات.
وأكد بندقة، الذي تولى الإدارة الفنية للمهرجان العام الماضي، أن هذه النسخة أعادت مسابقة الأداء التي غابت عن المهرجان منذ أكثر من عقدين، بعدما كانت ركيزة أساسية في بداياته. كما أشار إلى إدراج المعزوفات، وهو عنصر ارتبط تاريخيًا بالمهرجان منذ التسعينات، حين أطلق عليه اسم "مهرجان الموسيقى التونسية"، نظرا لاحتوائه على عروض موسيقية لا تقتصر فقط على الأغنية.
وتحدث عادل بندقة عن التحديات التي تواجه المهرجان هذا العام، منها بالخصوص "عزوف بعض النجوم عن المشاركة، رغم وفرة الملحنين". وأوضح أن بعض الأسماء ذات التجربة لم تُقبل ملفاتها، في حين أن هناك أصواتًا شابة لم يتم اختيارها رغم كفاءتها. وتساءل عن معايير الانتقاء المعتمدة، خاصة مع غياب الإعلان عن أعضاء لجنة الانتقاء، "وهو إجراء يحدث لأول مرة في تاريخ المهرجان" بحسب قوله.
في ختام حديثه، دعا عادل بندقة إلى ضرورة تبني تقليد جديد في تونس يتمثل في تقييم التصورات والأفكار والبرامج للراغبين في الإشراف على المهرجان، بدل التركيز على أسماء الأشخاص، مشددًا على وجوب تثمين الرؤى الناجحة واعتماد أفضل التصورات لضمان تطور المهرجانات الثقافية عموما في البلاد.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق