في تصعيد جديد في جنوب لبنان علي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، دخلت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين صباح اليوم الجمعة إلى منطقة "قبر العباد" الواقعة ضمن الأراضي اللبنانية في أطراف بلدة حولا جنوبي لبنان، وذلك تحت غطاء "زيارة دينية" نظمتها القوات الإسرائيلية. 
الخطوة التي تأتي في وقت حساس تزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، في ظل استمرار التوترات بين لبنان وإسرائيل على خلفية اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة.

"زيارة دينية" أم خرق للسيادة اللبنانية؟

بحسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، تمت الزيارة تحت تنظيم القوات الإسرائيلية التي ادعت أن المقام تابع للحاخام آشي، وهو مكان ديني مهم بالنسبة للإسرائيليين.
وبينما يبدو أن الزيارة تحمل طابعًا دينيًا، إلا أن العديد من الأطراف اللبنانية اعتبروا دخول المستوطنين إلى الأراضي اللبنانية خرقًا للسيادة وتهديدًا جديدًا على استقرار المنطقة.

التوترات المستمرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار

يذكر أن لبنان وإسرائيل كانا قد توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 26 نوفمبر الماضي، تضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي دخلت إليها في أكتوبر 2024 لاستهداف مواقع لحزب الله. 
وقد تم تمديد مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير الماضي، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بتطبيق كامل بنود الاتفاق، حيث لا تزال قواتها متواجدة في عدة نقاط داخل جنوب لبنان، مما أثار استياء وغضب السلطات اللبنانية.

لماذا هذا التصعيد الآن؟

قد يثير هذا التحرك الإسرائيلي تساؤلات بشأن أهدافه السياسية والعسكرية في وقت حساس من العلاقات اللبنانية الإسرائيلية. 
في ظل استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في بعض النقاط الحدودية، وتزايد المخاوف من تصعيد عسكري محتمل، يبقى السؤال: هل سيتسبب هذا الخرق في مزيد من التوترات على الحدود، أم أن لبنان سيكون قادرًا على الرد بطريقة دبلوماسية تعيد الهدوء إلى المنطقة؟

قد تزداد المخاوف من أن الخطوات الإسرائيلية الأخيرة على الحدود اللبنانية قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في وقت حساس، في ظل الخلافات المستمرة في المنطقة. فهل ستتمكن الأطراف المعنية من الوصول إلى تسوية سياسية، أم أن الوضع سيزداد تعقيدًا؟