نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “إسرائيل” تتعفن داخليًا, اليوم الخميس 6 مارس 2025 05:51 مساءً
في مقال لاذع نشرته صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية، شبّه الكاتب تسفي برئيل الكيان الإسرائيلي بسلسلة متاجر سوبرماركت تنهار بسبب الفساد الإداري، رغم استمرارها في التوسع وافتتاح المزيد من الفروع.
ويعكس هذا التشبيه، وفقًا لبرئيل، المعضلة التي يعيشها الكيان في ظل أزمته الداخلية المتفاقمة، بينما تواصل الحكومة سياساتها التوسعية في الضفة الغربية وتكثف عملياتها العسكرية في غزة ولبنان وسوريا، وكأن الأوضاع مستقرة ولا تواجه الدولة تهديدًا وجوديًا من الداخل.
ويأتي هذا النقد في وقت تتواصل فيه التحقيقات بشأن الفشل الأمني الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي كشف عن أوجه قصور خطيرة في منظومتي الأمن والاستخبارات، مما أدى إلى واحدة من أخطر الضربات التي تعرضت لها إسرائيل منذ قيامها، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين، إضافة إلى أسر العشرات من قبل المقاومة الفلسطينية.
وبرأي محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية في الصحيفة، فإن “إسرائيل” تتصرف اليوم وكأن شيئًا لم يتغير، رغم أن تداعيات الهجوم أحدثت زلزالًا داخليًا هزّ ثقة الجمهور بالحكومة والمؤسسة الأمنية.
ورغم هذا الفشل، تواصل الحكومة الإسرائيلية تبني سياسات تصعيدية، سواء على المستوى الأمني أو السياسي، فتوسع عملياتها العسكرية دون تقديم رؤية إستراتيجية واضحة لإنهاء الحرب، في الوقت الذي يتعمق فيه الانقسام الداخلي وتتصاعد الاحتجاجات ضد أداء القيادة.
ويرى الكاتب أن هذا النهج يعكس نمطًا من الإنكار السياسي والإداري، حيث تركز الحكومة على تصدير الأزمات بدلًا من معالجتها، تمامًا كما يفعل صاحب متجر مفلس يواصل افتتاح فروع جديدة بدلًا من إصلاح المشاكل الأساسية التي أدت إلى انهياره.
ويقول برئيل إن “التحقيقات العسكرية الأخيرة كشفت عن عمق الإهمال والتهور اللذين تسببا في خسائر فادحة في الأرواح، بما في ذلك مقتل وإصابة آلاف المدنيين والجنود، فضلًا عن استمرار معاناة المختطفين في أنفاق غزة. ومع ذلك، تتعامل الإدارة الحالية مع هذه الخسائر باعتبارها “أضرارًا عرضية” لا مفر منها في سبيل الدفاع عن الوطن”.
ويضيف برئيل أن “الحكومة الإسرائيلية ترفض السماح للجان تحقيق مستقلة بفحص أدائها، رغم تسببها في أضرار غير مسبوقة في تاريخ الدولة”. ويوضح الكاتب أن “إسرائيل” تواصل التوسع في الوقت الذي تفشل فيه في حل أزماتها الداخلية، مستشهدًا بقطاع غزة، حيث تواجه إسرائيل أزمة إنسانية وسياسية عميقة.
فبدلًا من الانسحاب من القطاع، تعرّض الحكومة الإسرائيلية صفقة الرهائن للخطر مقابل الاستمرار في السيطرة عليه، بينما لا يزال مستوطنو غلاف غزة يواجهون صعوبات كبيرة في العودة إلى منازلهم.
ويصف برئيل هذا الوضع قائلًا: “كما تمنح الشركات المفلسة مدينيها خصمًا سخياً بعد انهيارها، يُطلب من مواطني البلاد اليوم أن يثقوا في مدين متخلف عن السداد”.
وفي سوريا، يقول الكاتب إن “إسرائيل افتتحت الأسبوع الماضي فرعًا جديدًا، بحجة حماية الأقليات الدرزية، في محاولة لتبرير وجودها العسكري في المناطق التي احتلتها مؤخرًا”. ومع ذلك، يرى أن هذا التوسع يبدو محاولة لتحويل الأنظار عن الأزمة الداخلية، أكثر من كونه إستراتيجية أمنية مدروسة.
يختتم برئيل مقاله بالتأكيد على أن الإمبراطوريات الأكبر والأكثر قوة من “إسرائيل” تعلمت الدرس التاريخي المرير، وهو أن الاحتلال العسكري للمناطق لا يضمن الأمن، بل إن استقرار الدولة الأم هو الشرط الأساسي لاستمرار وجودها.
المصدر: المنار + مواقع
0 تعليق