ضربت موجة الغلاء الأسواق المغربية مع بداية شهر رمضان، وفي ظل ذلك، لا يتوانى كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى المؤثرين، عن نشر صور موائد الإفطار التي تشتمل على ما لذ وطاب. وهو ما يعتبره البعض استفزازًا لمشاعر الكثيرين الذين أصبحت ظروفهم المعيشية لا تسمح لهم بتوفير ما اعتادوا عليه في رمضان، فقد تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى موائد مفتوحة خلال الشهر الفضيل، وهي ظاهرة تتضارب الآراء حولها بين من يعتبرها أمرًا عاديًا ومن يستهجنها.

وفي السياق ذاته، أثار مقطع فيديو نشرته مؤثرة مغربية معروفة تدعى "سناء" جدلًا واسعًا، حيث ظهرت مع أفراد أسرتها مرتدين أزياء فاخرة، في غرفة طعام ذات ديكور فاخر، وهم جالسون حول مائدة إفطار تضم أطباقًا متنوعة، والتي يتم تقديمها على يد "خادم". وهو ما دفع المعلقين على المقطع ذاته للتساؤل: متى كان المغاربة يفطرون بهذه الطريقة في منازلهم؟!

وفي تصريحات حول الموضوع لـ"أخبارنا"، رصدت الجدل الذي أثاره، حيث اعتبر "كريم"، الشاب العشريني، أن هذا التصرف يبقى "حرية شخصية"، مؤكدًا أن "مواقع الإنترنت مملوءة بصور الأطباق والحلويات، فهل سنقول أيضًا إنها تجرح مشاعر الناس؟"، مضيفًا أن "تصوير الطعام والاحتفال به بهذه الطريقة يجعل طعمه أفضل، وأن المجتمع المغربي لا يزال مجتمعًا تقليديًا يرفض كل مظاهر العصر الذي نعيشه".

غير أن مواطنين آخرين كان لهم رأي مخالف، حيث اعتبرت "فاطمة"، وهي امرأة خمسينية، أن وسائل التواصل الاجتماعي "أصبحت تستفز الإنسان البسيط، لأنها تعرض صورًا لحياة ليست أبدًا الحياة الحقيقية التي نعيشها"، مضيفة لـ"أخبارنا" أن هذا "ليس غريبًا، فقد أصبحنا نركز على المظاهر وفينا 'العياقة'"، حسب تعبيرها.

ومن جهة أخرى، أكدت "سعاد" (أم في عقدها الرابع) أنها "تخاف على ابنتها وبيتها من العين والحسد"، مشيرة إلى أن "كثرة الاستعراض لما نعيشه في حياتنا الخاصة من سعادة، نحمد الله عليها، يكون أحيانًا غير متوفر للآخرين، وهو ما يولد لديهم الإحساس بالحرمان، الذي تكون له في كثير من الأحيان عواقب خطيرة". وأضافت في تصريحها لـ"أخبارنا" أن "المغاربة اعتادوا تصوير موائد الإفطار، ولكن تلك التي تستهدف الفقراء والمساكين في هذا الشهر الفضيل، وهو التصوير الذي يروج للعمل الخيري ويشجع عليه".