في لحظة مأساوية جديدة، استشهد أربعة أفراد، بينهم طفل، يوم الأربعاء، جراء انفجار لغم من مخلفات مليشيات الحوثي التابعة لإيران، في إحدى المناطق جنوب محافظة الحديدة. المأساة وقعت أثناء مرور الضحايا بالقرب من اللغم الذي كان قد زرعته المليشيات في وقت سابق، ليتحول هذا المكان الهادئ إلى ساحة جديدة للألم والموت.

يأتي هذا الحادث بعد يومين فقط من استشهاد طفلين في انفجار مماثل لقنبلة من مخلفات الحوثيين، بعدما عثر الطفلان على القنبلة أثناء رعيهما للإبل في مديرية نصاب بمحافظة شبوة. الحزن يطغى على قلوب الأمهات، والآباء، والمجتمع الذي يفقد زهرة جديدة من زهراته في وقت أصبح فيه الخوف من الألغام رفيقًا يوميًا للأطفال والنساء في العديد من المناطق اليمنية.

مليشيات الحوثي المدعومة من إيران زرعت مئات الآلاف من الألغام في الأراضي التي سيطرت عليها، بما في ذلك في الأحياء السكنية والطرقات والمزارع. هذه الألغام التي لا تفرق بين صغير وكبير، نساء ورجال، أصبحت تهدد حياة المدنيين، خصوصًا الأطفال الذين يلعبون في أماكن لم تكن يومًا ملعبًا للموت.

وتروي هذه الحوادث حكاية الألم المستمر، وتؤكد معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من الحرب وويلاتها. والضحايا هنا هم أكثر من مجرد أرقام، إنهم أحلام تهاوت، وأسر تمزقت، ومستقبل مهدور بسبب لعبة مليشيات لم تحترم أبسط حقوق الإنسان في الحياة والأمان.