في مثل هذا اليوم، الخامس من رمضان، وقعت عدة أحداث تاريخية مهمة في التاريخ الإسلامي. نستعرض أبرزها فيما يلي:

دخول المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة (362هـ/973م)

في الخامس من رمضان عام 362هـ الموافق 9 يونيو 972م، دخل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى القاهرة قادمًا من المهدية في تونس، بعد ثلاث سنوات من فتحها على يد قائده جوهر الصقلي. تمكن جوهر من دخول مصر والاستيلاء على العاصمة الفسطاط في يوليو 969م دون مقاومة تُذكر، مما أدى إلى عزل مصر عن الخلافة العباسية وتحويلها إلى ولاية فاطمية.

بأمر من الخليفة، بدأ جوهر بإعداد العدة لبناء مدينة جديدة تمهيدًا لنقل مركز الدولة الفاطمية من تونس إلى مصر؛ فبنى للخليفة قصرًا فخمًا شمال الفسطاط، بالإضافة إلى منازل الوزراء والجند. كانت هذه بداية تأسيس مدينة القاهرة، التي أصبحت عاصمة الخلافة الفاطمية عام 973م. يُذكر أنه عند دخول المعز للقاهرة ليلاً، حمل المصريون الفوانيس لاستقباله، ومنذ ذلك الحين ظهرت عادة فانوس رمضان.

سقوط الدولة الأموية (132هـ/750م)

في الخامس من رمضان عام 132هـ الموافق 16 أبريل 750م، دخل عبد الله بن علي العباسي، قائد الجيوش العباسية، مدينة دمشق عاصمة الأمويين. جاء ذلك بعد انتصاره في معركة فاصلة على مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية، في معركة الزاب شمال العراق. بعد هزيمته، توجه مروان إلى الموصل ثم حران، حتى وصل إلى فلسطين. تتبعه عبد الله بن علي حتى وصل إلى دمشق، فحاصرها ودخلها عنوة في هذا اليوم، معلنًا بذلك سقوط الدولة الأموية وبداية العصر العباسي.

مولد عبد الرحمن الداخل (113هـ/731م)

في الخامس من رمضان عام 113هـ الموافق 9 نوفمبر 731م، وُلد عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، المعروف بعبد الرحمن الداخل أو صقر قريش، في دمشق. هو مؤسس الدولة الأموية في الأندلس. بعد سقوط الدولة الأموية في المشرق عام 132هـ، فر عبد الرحمن إلى المغرب، ثم عبر إلى الأندلس عام 138هـ/756م. تمكن من تأسيس إمارة أموية في الأندلس، واستطاع توحيد البلاد وإرساء دعائم الدولة، لتستمر نحو ثلاثة قرون.

مجزرة اللد (1367هـ/1948م)

في الخامس من رمضان عام 1367هـ الموافق 11 يوليو 1948م، ارتكبت وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة موشيه ديان مجزرة في مدينة اللد بفلسطين. اقتحمت القوات المدينة مساءً تحت وابل من القذائف المدفعية، واحتمى المواطنون في مسجد دهمش. قُتل في الهجوم 426 فلسطينيًا. بعد توقف عمليات القتل، اقتيد المدنيون إلى ملعب المدينة حيث تم اعتقال الشباب، وأُعطي الأهالي مهلة نصف ساعة فقط لمغادرة المدينة سيرًا على الأقدام دون ماء أو طعام، مما تسبب في وفاة العديد من النساء والأطفال والشيوخ.

هذه الأحداث التاريخية التي وقعت في الخامس من رمضان تعكس تحولات مهمة في التاريخ الإسلامي، سواء على مستوى تأسيس الدول أو سقوطها، بالإضافة إلى المآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.