مع الشروق : قمّة عربية مفصليّة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : قمّة عربية مفصليّة, اليوم الاثنين 3 مارس 2025 10:29 مساءً

مع الشروق : قمّة عربية مفصليّة

نشر في الشروق يوم 03 - 03 - 2025

2345956
تستضيف العاصمة المصرية القاهرة اليوم قمّة عربية طارئة ، مخصّصة لقطاع غزّة وتحديدا من أجل إيجاد بديل للخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أثارت جدلا واسعا ورفضا عالميا.
والخطة التي طرحها ترامب بشأن غزّة وقوبلت بانتقادات واسعة النطاق، تعرض أن تتولى بلاده زمام السيطرة على القطاع المدمر بسبب الحرب وتعيد تطويره ليصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".
وبحسب خطة ترامب، فإن سكان غزّة الفلسطينيين سينقلون إلى أماكن أخرى، بما في ذلك مصر والأردن، وهو الأمر الذي قوبل برفض شديد اللهجة من القاهرة وعمّان ، وهو أيضا الأمر الذي دفع نحو عقد قمّة طارئة.
هذه القمّة العربية الطارئة ستكون مفصليّة في مسار مستقبل غزّة أوّلا وضمّ الضفة الغربية ثانيا وحل الدولتين ثالثا، وأي خطة عربية ستصدر عن هذه القمّة يجب أن تحافظ في أي مسار على حل الدولتين وفق حدود جوان 1967.
فصل مستقبل غزّة عن مصير الضفة الغربية وحلّ الدولتين، سيكون خطأ استراتيجيا، وسيشجّع الصهاينة على تنفيذ كل مخططات الضمّ والتهويد التي تجري على قدم وساق وأصبحت بمباركة أمريكية صريحة.
ما فشل الكيان الصهيوني في تحقيقه على مدار أكثر من 15 شهرا من حرب الابادة، لا يجب ان يناله على طبق من ذهب ومن العرب أنفسهم، خاصة مع كثرة الحديث عن خطة "عربية" لتجريد المقاومة من كل أسلحتها وتهجير قياداتها.
صحيح أن مصر أعلنت، أول أمس، الانتهاء من صياغة خطّة إعادة إعمار غزّة، مؤكّدة رفضها لاستخدام سلاح التجويع في القطاع، ولكن الشيطان يكمن دائما في التفاصيل خاصة في ظلّ عدم اشراك كل الدول العربية في هذا الملف.
الأصحّ والأسلم أنه كان يجب إعداد خطة عربية يشارك فيها الجميع ويتّفق الكل على تنفيذها، والكل أيضا يتحمّل تكاليف تحدّي أمريكا والاحتلال، انطلاقا من مفهوم الأمن العربي القومي.
ولو كان هناك حلف دفاعي عربي موحّد ، لما وصلت الامور الى ما وصلت إليه اليوم من خراب وتدمير وتقسيم للدول العربية، ولكان العرب يحظون بنظرة احترام من الآخرين ونظرة أكثر احتراما من شعوب المنطقة العربية لأنظمتها وحكوماتها.
وأي خطة حول قطاع غزّة في القمّة العربية المرتقبة اليوم، يجب أن يراعي مصلحة الأمن القومي العربي، أي بمعنى ان تكون خطة شاملة على أساس صلب لحل القضية الفلسطينية ككل، وليس بصفة مجزئة بحيث يتمّ التركيز فقط على خطة مقبولة للأمريكان والصهاينة على حساب القضية الفلسطينية.
إرضاء الصهاينة والامريكان غاية لا تدرك، لذلك فإن تغيير مفهوم المواجهة والصمود أمام أكبر مخرّبين للمنطقة العربية، يتطلّب استراتيجيا جديدة في الوحدة وفي التحدّي وفي التآزر وفي نبذ التفرقة.
المنطقة العربية تعيش على وقع خطر غير مسبوق، فالخطط الصهيونية باتت تطرح في العلن و"اسرائيل الكبرى" المزعومة، تسير نحو ان تكون أمرا واقعا في ظلّ ما يحدث في جنوب سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة.
إن المصير واحد وإن تأخّر دور كل طرف في اللعبة، فإما أمنا عربيا قوميا يذود عن الجميع وإما تواصل مشروع التفكيك والتركيب على حساب دم وأرواح شعوب المنطقة العربية ومقدّراتهم.
بدرالدّين السّيّاري

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق