في خطوة لافتة تعكس تحولًا كبيرًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه العملات الرقمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد، عن إدراج خمس عملات مشفرة ضمن الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي الجديد للعملات الرقمية.

وفي بيان نشره عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح ترامب أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا للأمر التنفيذي الذي أصدره في يناير الماضي بشأن الأصول الرقمية، والذي يهدف إلى إنشاء مخزون استراتيجي من العملات المشفرة لدعم الابتكار المالي وتعزيز هيمنة الولايات المتحدة في هذا المجال.

وأشار إلى أن العملات المشفرة التي سيتم إدراجها في هذا الاحتياطي تشمل بيتكوين (Bitcoin)، وإيثر (Ethereum)، وإكس.آر.بي (XRP)، وسولانا (Solana)، وكاردانو (Cardano)، وهي أسماء لم يسبق الكشف عنها في هذا السياق.

وأكد ترامب أن الأمر التنفيذي يمنح توجيهات واضحة لمجموعة العمل الرئاسية للمضي قدمًا في إنشاء هذا الاحتياطي، مشيرًا إلى أهمية دعم التكنولوجيا المالية الحديثة، حيث ذكر أن "ريبل (XRP)، وسولانا، وكاردانو ستكون جزءًا من هذا الاحتياطي الاستراتيجي، إلى جانب عملات أخرى مؤثرة في السوق".

وفي رسالة أخرى نُشرت بعد الإعلان الأول بساعة تقريبًا، شدد ترامب على أن "بيتكوين وإيثر ستكونان بلا شك في قلب الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي، إلى جانب عملات رقمية أخرى ذات قيمة".

تأثير مباشر على الأسواق الرقمية

وجاء هذا الإعلان ليعزز بشكل فوري سوق العملات المشفرة، حيث شهدت عملة بيتكوين، وهي الأكبر من حيث القيمة السوقية، ارتفاعًا بنسبة 8% لتصل إلى 90,828 دولارًا، فيما صعدت إيثر بنسبة 8.3% لتسجل 2,409 دولارات. وتأتي هذه القفزة بعد فترة من الاستقرار النسبي في أسواق العملات الرقمية، ما يعكس الأثر الكبير للقرارات السياسية على هذا القطاع.

توجه جديد نحو تعزيز الهيمنة الأمريكية في مجال الأصول الرقمية

وأشار ترامب إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى جعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا لصناعة العملات المشفرة، مضيفًا: "سأعمل على جعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة في العالم".

وتعد هذه التصريحات جزءًا من رؤية أوسع لدعم الابتكار في مجال الأصول الرقمية، وسط منافسة عالمية متزايدة على الريادة في هذا القطاع.

يأتي هذا التوجه في وقت تشهد فيه العملات الرقمية اهتمامًا متزايدًا من قبل الحكومات والمؤسسات المالية الكبرى، حيث تسعى العديد من الدول إلى تنظيم وتبني هذه الأصول كجزء من منظومتها المالية الرسمية.

ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة الأمريكية ردود فعل دولية، خصوصًا في ظل النقاشات المستمرة حول مستقبل العملات المشفرة وأثرها على الأسواق المالية التقليدية.

ردود فعل وترقب عالمي

وتباينت ردود الفعل حول هذا القرار بين مؤيد يرى فيه خطوة جريئة لتعزيز الابتكار المالي، ومعارضين يحذرون من تقلبات الأسواق الرقمية والمخاطر المحتملة المرتبطة بها.

ومن المرجح أن يؤدي هذا التطور إلى زيادة الاهتمام بسياسات تنظيم العملات المشفرة على المستوى العالمي، في ظل توجه العديد من الدول نحو تبني استراتيجيات مماثلة.

ويظل السؤال المطروح الآن: كيف ستؤثر هذه الخطوة على مستقبل العملات الرقمية في الولايات المتحدة والعالم؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، مع استمرار الترقب لتفاصيل أكثر حول آليات تنفيذ هذا القرار الاستراتيجي وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي والأسواق المالية العالمية.