جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزير الخارجية امس مع رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين الدكتور محمد مصطفى.

ورحب الدكتور عبد العاطي فى مستهل المؤتمر الصحفي برئيس وزراء فلسطين والوفد المرافق له خلال الزيارة التى شهدت لقاء لرئيس الوزراء الفلسطيني مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بما يعكس عمق العلاقات انطلاقا من موقفنا الثابت من دعم القضية الفلسطينية.

وقال وزير الخارجية إن المباحثات تناولت التحديات والمخاطر الوجودية التى تواجهها القضية الفلسطينية .
وأكد وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية فى هذه المرحلة من عمرها اثبتت بما لا يدع مجالا للشك قدرة الشعب الفلسطيني الصامد على التشبث بأرضه وحقوقه ومقدراته، لافتا الى ان هذه المرحلة اصبحت اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولى ولنا جميعا فى مدى تمسكنا بالإنسانية والقواعد المنظمة للقانون الدولي.
واضاف ان النقاشات تطرقت الى تطورات الاوضاع فى قطاع غزة وما يشهده من ازمة طاحنة ومعاناة اكثر من اثنين مليون من الأشقاء الفلسطينيين واهمية العمل على تثبيت اتفاق وقف اطلاق النار وصولا الى التهدئة الكاملة واطلاق سراح الرهائن والاسرى والانسحاب الاسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
واوضح ان اللقاء شهد اتفاقا فى الرؤى حول المسائل المتعلقة بالامن والترتيبات الامنية وحوكمة قطاع غزة مشيرا الى ان اللقاء الموسع بين رئيس الوزراء الدكتور مدبولى ونظيره الفلسطيني تناول الخطة الخاصة باعادة اعمار غزة وما تتضمنه من مراحل مختلفة من تعافى مبكر واعادة الاعمار والتى سيتم تقديمها وطرحها على الاجتماع الوزارى التحضيرى غدا( الاثنين )تمهيدا لعرضها على القادة ورؤساء الدول والحكومات من الدول العربية لاعتماد هذه الخطة.
واضاف وزير الخارجية ان مباحثاته مع الدكتور محمد مصطفى تطرقت كذلك الى حوكمة قطاع غزة حيث تم التأكيد على ضرورة الدعم الكامل لنشاط اللجنة الادارية المعنية بادارة الامور الحياتية فى قطاع غزة والتى ستتولى مهامها لمرحلة انتقالية لمدة ستة اشهر محددة بالتوازى مع تمكين السلطة الفلسطينية بالكامل وادارة مقدرات القطاع تأكيدا على اللحمة العضوية والوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية.
وأشار الى انه تم الحديث ايضا عن برامج التدريب التى تقوم بها مصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية لتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية لتولى مهام الامن وانفاذ القانون فى قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية انه كان هناك حديثا مطولا بين رئيسى وزراء مصر وفلسطين حول خطة اعادة اعمار غزة وتتأسس على عدة مراحل وتشمل ازالة الركام والعناصر المتفجرة و غير المنفجرة والانعاش المبكر واعادة الاعمار وتوفير وحدات سكنية مؤقتة للاشقاء فى غزة ثم العمل على بناء وحدات سكنية دائمة لهم.
 وأضاف الدكتور عبد العاطي ان المباحثات تناولت التنسيق الكامل بين مصر ودولة فلسطين للاعداد لهذه الخطة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية وفى مقدمتها الامم المتحدة والبنك الدولي وبرنامج الامم المتحدة الإنمائي ووكالة الأوتشا وغيرها من الوكالات المتخصصة لافتا الى انه تم الحديث ايضا عن اهمية انشاء صندوق لاعادة الاعمار والتحضيرات الجارية لاستضافة القاهرة لمؤتمر وزارى لاعادة الاعمار .
وقال انه تم مناقشة ايضا العدوان المستمر منذ عدة اسابيع على الضفة الغربية بسبب الاقتحامات الإسرائيلية غير المبررة والتى ادت الى تهجير الالاف من الاشقاء الفلسطينيين.
من جانبه قال الدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين أنه تشرف بلقاء الدكتور عبد العاطى ، كما تشرف بلقاء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء مشيرا إلى التحضيرات لعقد القمة العربية وقد تبادلنا الأفكار والمعلومات والأمور وصلت لمرحلة متقدمة من أجل نجاح القمة العربية الطارئة معربا عن ارتياحه لعقد القمة العربية الطارئة والمؤتمر الوزارى لإعادة الإعمار واستجابة الدول العربية لعقد القمة .
ووجه الشكر لمصر على استعدادها لعقد القمة العربية بهذه السرعة ولدعمها لكل القضايا التى نتناولها دائما خاصة دعم صمود الشعب الفلسطينى فى غزة وتمكينهم للبقاء من خلال توفير الإغاثة والدعم الانسانى وتوفير الأمن والأمان لهم وبالتالى كل مكونات الاستمرارية .
واضاف أن المباحثات المشتركة تناولت بشكل مفصل الخطط القادمة التى سيتم عرضها على وزراء الخارجية العرب غدا حول إعادة الإعمار ، موجها الشكر للرئيس السيسى ورئيس الوزراء ووزير الخارجية على جهودهم فى إعادة الإعمار وتثبيت المواطنين فى أرضهم .
وأشار إلى أن الخطة ستقدم للقمة العربية وهى خطة عملية قابلة للتنفيذ من خلال خطة محددة وعدم تهجير الفلسطينيين من أرضهم ، ونتمنى أن ينخرط الفلسطينيون فى إعادة الإعمار والتنمية وستكون الخطة قادرة على تقديم مستوى حياة وخدمات متميزة وتوفير بيئة مواتية لإعادة الإعمار من خلال قوة المؤسسات وتوفير الأمن ليعطى الطمأنينة للمانحين والمستثمرين ونثق بالشراكة بين مصر مصر وفلسطين فى هذه القضايا .
و أوضح أن المباحثات تناولت موضوع الحوكمة والحكم ، واعلنت سابقا عن إنشاء لجنة لمساعدة الحكومة لتقديم الخدمات داخل القطاع مدتها ٦ اشهر ، فالجهد سيكون كبير جدا ومشاركة هذه اللجنة فى جهود الحكومة هام ، وسنعمل على توحيد الخدمات المؤسسية والأمنية وبدعم الأشقاء فى مصر فإن هذه الجهود ستسير إلى الامام .
وأكد أننا نريد أن نرى دولة فلسطينية وضمان حقوق الشعب الفلسطينى ونعمل على أن تكون عملية إعادة الإعمار ناجحة وتوفير إمكانية النجاح والدعم المالى وبيئة سياسية مواتية ، معربا عن أمله أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح ، ونثق بشعبنا الفلسطينى وأهلنا ، موجها الشكر لمصر وشعبها على ما تقدمه للفلسطينيين .

وردا علي سؤال حول أهم التطلعات الفلسطينية من القمة العربية الطارئة أشار رئيس الوزراء الفلسطيني اننا نامل في قرارات حاسمة و مهمة من القمة و التاكيد علي اهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة مؤكدا أن كل المشاكل في المنطقة بما فيها الحرب علي غزة ناتجة عن تجاهل الحقوق الفلسطينية و عدم وجود عدالة و هناك مطلب سياسي مستمر لإقامة الدولة الفلسطينية و نريد دعم عربي و شحذ الهمم ، خاصة و أن هناك تطورات عالمية جديدة علي الساحة و في ضوء ما يجري في الضفة الغربية و غزة و لهذا فنريد كلمة عربية واحدة و التاكيد علي ان الحل السياسي مهم من خلال قيام الدولة الفلسطينية و رفع المعاناة عن أهل غزة، 
و اضاف انه سيتم خلال القمة عرض خطة الإعمار و مصادر تمويلها بالتعاون و التنسيق مع كل الأطراف بقيادة مصر و الأطراف الدولية و مؤسسات مالية دولية و نطالب الدول العربية و المؤسسات المالية الدولية بدعم الخطة ، لأننا نريد فيها الوسيلة الفعالة لتغيير الواقع و إنقاذ الفلسطينيين بحيث تصبح غزة مكانا أفضل و اكثر استقرارا.

و من جانبه أكد د.بدر عبد العاطي ان العدوان علي غزة ليس الاول من نوعه وهناك حلقات مستمرة ، و الضمان الوحيد لكسر هذه الحلقة هو ان يكون هناك أفق سياسي و إعطاء الامل للشعب الفلسطيني لإمكانية تحقق دولته المستقلة علي اراضيه، مشيرا الي ان خطة اعادة الاعمار لغزة هي خطة عملية ضمن خطة زمنية محددة قصيرة الامد قابلة للتنفيذ دون حاجة لاخراج اى مواطن فلسطيني و قد تم التنسيق بشانها و الاعداد لها ، مؤكدا أنه تم الاستفادة من كل الإحصائيات و الدراسات للحكومة الفلسطينة و المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي والبنك الانمائي الدولي كما تم الاستفادة من تجارب في الماضي تم فيها إعادة الاعمار دون نقل السكان و الخطة المطروحة خطة عملية و طموحة و سيكون مشارك فيها كل العناصر للمجتمع الفلسطيني خاصة في تنفيذها من المواطن الفلسطيني الي القطاع الخاص و المجتمع المدني الفلسطيني و بالتنسيق مع الحانب العربي و المجتمع الدولي لتصبح خطة يتم البدء في تنفيذها 
و أكد د. بدر عبد العاطي ان وجود أفق سياسي امر شديد الأهمية و بدون الأفق السياسي لن يوجد استقرار او امن في المنطقة ، و لابد من تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .

و ردا على سؤال حول القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر بعد غد والاتصالات الجارية ..أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة أن هناك اتصالات مكثفة تجريها مصر على أعلى مستوى مع كل الاشقاء العرب والأطراف الاقليمية والدولية للحشد الكامل لاقرار مخرجات القمة العربية الطارئة وخطة إعادة إعمار غزة والانعاش المبكر والتى يتم اعدادها بين مصر والاشقاء الفلسطينين.

وقال إن هناك تنسيقيا كاملا مع الدول العربية الشقيقة.
واضاف اننا حاليا فى المراحل الاخيرة للتحضيرات للقمة العربية الطارئة لافتا الى انتهاء الاستعدادات حيث سيتم عقد إجتماعاً تنسيقياً تحضيريا غد.
وأضاف انه سيتم استعراض كافة التطورات الخاصة بالملف الفلسطيني والمخرجات التى ستصدر عن القمة والتى يتعين ان تكون هناك مخرجات محددة جنبا الى جنب مع التأكيد على الثوابث العربية التى لا يمكن التزحزح عنها خاصة ما يتعلق برفض التهجير واقامة الدولة الفلسطينية.

 واوضح ان هناك مخرجات محددة للقمة فيما يتعلق باعادة الاعمار وقضايا الامن والحوكمة والامور الاخرى.
واشار الى انه سيكون هناك متابعة بعد القمة، وهى قمة شديدة الاهمية لانها تأتى فى وقت عصيب للغاية وفى مرحلة مفصلية بالفعل في تاريخ القضية الفلسطينية والنظام الاقليمى العربى معربا عن الثقة ان ترتقى القمة لمستوى التحديات وان تخرج القمة بمخرجات تتعامل مع التحديات الوجودية التى تجابه القضية الفلسطينية.
ونامل ان تكون القمة على قدر المسؤولية وحجم التحديات القائمة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل